أضيف بتاريخ: 14 - 02 - 2017
أضيف بتاريخ: 14 - 02 - 2017
مركز الإعلام الحربي المركزي
تتزايد الهواجس “الاسرائيلية” وهي تراقب عن كثب تغير المشهد الجغرافي جنوب سوريا، مع ميل كفة الميدان لصالح الجيش السوري في هذه المنطقة. هذه الهواجس نابعة من مشاهداتها لتمدد الجيش السوري في منطقة الجولان، لأن المساحة الجغرافية التي كانت تراهن عليها “إسرائيل” لبقائها تحت سيطرة المسلحين بدأت بالتقلص لصالح الجيش السوري، الذي يوسع سيطرته على مناطق جديدة كانت محسوبة على المسلحين.
وفي هذا الإطار تنظر “إسرائيل” بعين القلق على التحولات الجذرية التي حصلت في الجولان مع إعادة الجيش السوري سيطرته على الجزء الشمالي من الحدود مع فلسطين المحتلة في الجولان، وذلك بفضل السياسة التي تنتهجها الحكومة السورية لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها من خلال الاتفاق مع المسلحين المعارضين على إلقاء السلاح وتسوية أوضاعهم، وهذا ما اعتبرته تقارير “إسرائيلية” بأنها عملية إستسلام موصوفة، من قبل المسلحين لإرادة الجيش والحكومة السورية.
لا يخفي “الاسرائيليون” إمتعاضهم من هذا التطور، الذي توقعه قادة “إسرائيليون”، خصوصاً بعد الانتصار الكبير في حلب. وبحسب تقارير إعلامية “إسرائيلية”، فإن استعادة الجيش السوري لمدينة حلب، قد ثبت نظام الرئيس السوري بشار الاسد وحكمه أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي بات قادراً على فرض معادلته في الحرب ووضع قواعد جديدة في الجولان، لأن “الاسرائيليين قرأوا في استعادة مدينة حلب من قبل الجيش السوري مفتاحاً لاستعادة العديد من المناطق، ومنها الجولان ذي الاهمية الكبرى بالنسبة للرئيس السوري.
الانزعاج “الاسرائيلي” من هذا التحول يبدو واضحاً من دون لبس، هو أن المسلحين الموجودون في الجولان، قدموا خدمات مميزة للجيش “الاسرائيلي”، فهم لم يطلقوا النار باتجاهه، وأبعدو الجيش السوري عن الحدود، وتغيير هذا الواقع سينعكس سلباً على الجيش “الإسرائيلي”، لأن ذلك سيؤدي الى إعادة الوضع الى ما كان عليه من قبل الازمة ، وبالتالي سيفقد الجيش “الاسرائيلي” إحدى أوراقه في سوريا وتحديداً في الجولان، وهذا سيؤدي تدريجيا الى إيجاد قواعد جديدة وفق الحسابات “الاسرائيلية”، ومنها وهو الاهم بالنسبة لـ”إسرائيل” إيجاد موطئ قدم لحزب الله في هذه المنطقة، وهذا يعني فيما يعني، حضوره في جبهة ثانية تشكل خطراً على “إسرائيل”، وهذا ما لا يندرج ضمن المصلحة “الاسرائيلية”.
وفي ما يشبه الاستسلام “الاسرائيلي” للتطورات في جنوب سوريا، قال مدير عام وزارة الخارجية “الاسرائيلية” السابق دوري غولد: إن مصلحة “إسرائيل” أن لا تكون هناك حضور إيراني في سوريا بعد انتهاء الحرب.
لكن رغم هذا التخوف فإن الجيش “الاسرائيلي” يستبعد حصول مواجهة مع الجيش السوري.