أضيف بتاريخ: 14 - 02 - 2017
أضيف بتاريخ: 14 - 02 - 2017
يوني بن مناحيم
أطلس للدراسات / ترجمة خاصة
الآراء والألفاظ المستخدمة في النص لا تعبر بالضرورة عن شبكة باب المغاربة
الإعلان الذي نقل في تسريب لقناة الجزيرة من داخل الانتخابات الداخلية لحماس بأن يحيى السنوار تم اختياره ليكون قائدًا في قطاع غزة لم يكن مفاجئًا، فالخلاف بين السنوار، القائد الفعلي للذراع العسكرية لحماس، وبين رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بدأ منذ الفترة التي كان فيها السنوار في السجون الإسرائيلية واكتسبت زخمًا خلال عملية “الجرف الصامد”.
كان الأمر مسألة وقت حتى قررت الذراع العسكرية لحماس الإملاء الذراع السياسية بعدم موافقتها على أن يواصل مشعل العمل في منصبه بعد قضائه فترتين متتاليتين في الحكم، لم تجدِ كل محاولات إقناع تركيا وقطر، حسب مصادر في حماس فإنهم حاولوا – بلا جدوى – الحصول على موافقة الذراع العسكرية بتمديد فترة حكم مشعل مقابل عشرات الملايين من الدولارات، وكان هذا هو الحافز وراء إجراء انتخابات داخلية في حماس.
السنوار، من مؤسسي حركة حماس في 1988، أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية في “صفقة شاليط”، وبعد زمن قصير سيطر على الذراع العسكرية لحماس وتحول لـ “الشخصية الأقوى” فيها إلى جانب القائد المخضرم محمد الضيف، الذي أصيب بجروح خطيرة خلال “الجرف الصامد”، السنوار مسؤول أيضًا عن قضية الإسرائيليين المحتجزين بيد حماس.
فوز السنوار في انتخابات قيادة حماس في قطاع غزة هو بالتأكيد فوز لإيران. خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، انتخب ليكون نائبه. محمود الزهار، الموالي لإيران، أيضًا انتخب ليكون ضمن القيادة الجديدة في القطاع. حسب مصادر في القطاع، انتخب حوالي 13 مسؤولًا من الحركة ليكونوا أيضًا ضمن القيادة الجديدة، جزء منهم من الذراع العسكرية للحركة.
ما هو متوقع بخصوص العلاقات بين حماس وإيران يمكن قراءته في تقرير صحيفة “القدس العربي” في 13 فبراير، حركة حماس استجابت لدعوة إيران للمشاركة في “مؤتمر لدعم الانتفاضة” الذي سيعقد في طهران في 21 من هذا الشهر. المؤتمر ينظمه “مجلس الشورى” الإيراني، جميع الفصائل الفلسطينية دعيت إليه، لكن ممثل حماس في لبنان علي بركة أعلن أن حركته سيمثلها وفد رفيع المستوى.
موقف إيران من حماس متوقع أن يقوى الآن، هذا الأمر يعتبر مهمًا بالنسبة لإيران التي تخوض مواجهة مع الرئيس الجديد دونالد ترامب. تشديد العلاقات مع حركة حماس سيسمح لها بتشغيل دون مشاكل – إذا لزم الأمر – ترسانة الصواريخ لحركة حماس في قطاع غزة ضد دولة إسرائيل في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، كما إنها تسيطر على مخازن الصواريخ والقذائف لتنظيم حزب الله في لبنان.
حتى بعد أن ساءت العلاقات بينها وبين رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، على خلفية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، استمرت إيران بدعم الذراع العسكرية لحماس بالأموال والمواد القتالية، وانتظرت بصبر حتى ينجح السنوار بقلب ميزان القوى داخل القطاع.
إسماعيل هنية، المرشح لانتخابه لمنصب رئيس المكتب السياسي، لا يشكل مشكلة بالنسبة لإيران. حسب مصادر في حماس، السنوار سيسيطر على هنية من وراء الكواليس، وتوزيع الأدوار بينهما واضح.
يحيى السنوار من الآباء المؤسسين لحماس، جنبًا إلى جنب مع الشيخ أحمد ياسين، هنية انضم بعد وقت لحماس وأخذ منصب رئيس مكتب في حماس، هنية يكن احترامًا كبيرًا للسنوار الذي قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.
هنية سيكون في مقدمة المنصة السياسية والإعلامية، لكن السنوار هو الملك الجديد بلا منازع لقطاع غزة وصاحب القرارات، حتى هنية يعرف ذلك جيدًا.
العلاقات بين هنية وإيران عادية، فقد زار طهران كرئيس لحكومة حماس في قطاع غزة بعد أن سيطرت الحركة بالقوة على قطاع غزة عام 2007. بالرغم من التوتر بين حماس بقيادة مشعل وبين القيادة الإيرانية؛ سمحت إيران للحركة بشغل مكتب رسمي لها في إيران.
السنوار هو المبادر للاستراتيجية الجديدة للذراع العسكرية لحماس، ببناء قوة هجومية كبيرة ضد إسرائيل عن طريق الأنفاق، تجديد الصواريخ، إقامة وحدة كوماندوز بحرية، إقامة وحدة تكنولوجية لإنتاج طائرات بدون طيار ومقاتلي سايبر. السنوار هو المسؤول عن إعادة بناء جميع القوات العسكرية لحركة حماس التي تضررت خلال عملية “الجرف الصامد”، وعلى مدار حوالي عامين ونصف على القتال ترأس هو المهمة وأعاد الذراع العسكرية لحماس لنفس الوضع من الكفاءة العملية التي كانت عليه قبل “الجرف الصامد”.
جاهزية الذراع العسكرية مفترض أن تزداد أكثر، من المرجح أن الإيرانيين حولوا أموالًا طائلة لقطاع غزة في الأسابيع الماضية من أجل الانتخابات الداخلية، والآن سينقلون آليات قتال متطورة للذراع العسكرية من أجل حشد مزيد من القوة أمام إسرائيل.
التغير في ميزان القوى الداخلية لحماس مفترض أن يؤثر على التقارب الذي حدث مؤخرًا مع مصر، وعلى استمرار طبيعة العلاقات بين القيادة السياسية مع قطر وتركيا. وفق مسؤولين في حماس، السنوار عبر عن غضبه من نائب رئيس حكومة تركيا الذي أدان الهجوم الذي نفذه فادي القنبر في القدس وقتل فيه 4 جنود من الجيش الإسرائيلي.
ليس كل من في حماس راضين عن انتخاب السنوار كقائد في القطاع، أحمد يوسف، مسؤول في حركة حماس سابقًا، كتب على صفحته الخاصة في “فيسبوك” في 13 فبراير “عندما ترى إنسانًا فاشلًا يتقدم في صفوف الحركة، شخص جر حركته للإحباط على مدار السنوات؛ تعرف أن عقارب الساعة تتحرك للوراء”.
في قطاع غزة لم ينسوا مقتل محمد شتيوي، الذي كان قائد منطقة الزيتون في مدينة غزة خلال “الجرف الصامد”، وتم قتله بأمر من السنوار بتهمة الخيانة والإبلاغ عن مكان اختباء الضيف لإسرائيل، في حين أن الخلفية كانت خلافًا شخصيًا بينه وبين السنوار على خلفية ولائه لمشعل.
انتخاب السنوار ليس الكلمة الأخيرة، مفترض أن يثير مزيد من الصراعات الداخلية داخل الحركة، الانتخابات الداخلية في حماس لم تنتهِ بعد، ومتوقع أن نصطدم بمزيد من المفاجآت.