أضيف بتاريخ: 24 - 12 - 2016
أضيف بتاريخ: 24 - 12 - 2016
بعد تقدم الجيش السوري شمال حلب وفتحه معركةً في مزارع الملاح بتاريخ 25-6-2016، دقت الفصائل المسلحة ناقوس الخطر، نظراً لما يعنيه تقدم الجيش في تلك المنطقة المشرفة على الشريان الرئيسي للجماعات المسلحة باتجاه مدينة حلب – طريق الكاستيلو.
يوم واحد من بدء الهجوم كان كفيلاً بفرض السيطرةِ على كامل مزارع الملاح الشمالية ليتوغل بعدها الجيش السوري وحلفاؤه باتجاه المزارع الجنوبية وسط معارك عنيفة مع المسلحين المتخبطين لتنجح القوات المتقدمة من السيطرة على المزارع الجنوبية في 7/7/2016، ما يعني الإشراف الناري على الطريق الرئيسي للجماعات المسلحة فالقوات باتت على بعد 1كم و360م، من الطريق ومسألة عزل المسلحين المتواجدين في أحياء حلب الشرقية ليست سوى مسألة وقت.
الضغط الكبير الذي تلقته الفصائل المسلحة شمال حلب أجبرها على فتح معارك في محاولة منها لاسترداد ما فقدته وبالأسلوب المعتاد بدأت الفصائل هجومها مستخدمةً الآليات المفخخة باتجاه مزارع الملاح، هذه المرة لم تفلح المفخخات ولا كثرة الانغماسين الذين تكبدوا عشرات القتلى والجرحى فضلاً عن عشرات الآليات، بعد امتصاص قوات الجيش والحلفاء الهجوم، وشنها هجوماً باتجاه الجرف الجنوبي القريب من طريق الكاستيلو، وتقدمها والسيطرة على منتجع الكاستيلو واطباق فكي كماشة على المدخل الشمالي لحلب نظراً لتقدم قواتٍ من جهة الليرمون، لتصل بعدها القوات إلى طريق الكاستيلو وتقيم السواتر وتفرض سيطرتها على حي بني زيد وتضيق الخناق وتحاصر المسلحين المتواجدين في أحياء حلب الشرقية الذين كانوا موصولين بأكبر تجمع للمسلحين عبر طريق الكاستيلو ومنه إلى ريف حلب الشمالي ثم إلى الريف الغربي وصولاً إلى التجمع الأكبر في إدلب ومنها إلى تركيا لعلاج المصابين ونقل الأسلحة والذخائر وقبل أن ينتهي الشهر السابع من العام الجاري انتهى كل ذلك، وليتكبد المسلحون خلال هذه المعارك أكثر من 900 قتيل وجريح باعتراف تنسيقياتهم لتقوم الجماعات المسلحة بفتح معارك هدفها كسر الحصار عن المسلحين في الأحياء الشرقية للمدينة.
-معركة “ملحمة حلب الكبرى” بتاريخ 31/7/2016:
حصار المسلحين شرق حلب وتضيق الخناق عليهم استغله السعودي “عبد الله المحيسني” للظهور في الساحة السورية عبر إعلانه في تسجيل مصور بدء معركة “ملحمة حلب الكبرى ” وأنها ستكون أكبر ملحمة في تاريخ “الجهاد الشامي” بحد زعمه، وحث مقاتلي “جيش الفتح” خصوصاً على العمل لفك الحصار عن حلب وفتح معابر عديدة بين الريف والمدينة، باشتراك أكثر من 22 فصيلاً وعلى رأسهم “جيش الفتح”. هجوم الفصائل تركز باتجاه الكليات العسكرية جنوب حلب باستخدام الآليات المفخخة استطاع خلالها المهاجمون من دخول الكليات إضافةً لمشروع الـ 1070 واحداث ثغرة (ممر ضيق) من جهة الراموسة باتجاه الأحياء الشرقية سرعان ما تم رصد الثغرة واغلاقها بعد تكبيد الجماعات المسلحة 1300 قتيلاً بينهم أكثر من 40 مسؤولاً ميدانياً وعسكرياً خلال المراحل السبع التي أطلقتها الفصائل خلال المعركة ولينجح الجيش السوري وحلفاؤه باستعادة الكليات وإقفال الثغرة بشكل كامل بعد طرد المسلحين من المنطقة وليعترف المسلحين بعدها بمقتل حوالي 1000 مسلح بعد عجزه عن احراز اي خرق.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=625141284335958&id=514376035412484
-معركة استعادة حندرات والمنطقة المحيطة 21/9/2016:
شكل مخيم حندرات للاجئين الفلسطينين شمالي حلب الذي يمتد على مساحة 6 كلم مربع، رقعة اشتباكات مستمرة طيلة الأشهر الماضية بين الجيش السوري ومقاتلي “لواء القدس” من جهة والفصائل المسلحة أبرزها “حركة نور الدين الزنكي” و”جبهة النصرة” جهة أخرى، ليأتي بعدها قرار انهاء تواجد المسلحين في المخيم واستعادته وتضيق الخناق على الجماعات المسلحة أكثر في الأحياء الشرقية لحلب حيث عمدت القوات المهاجمة إلى الكثافة النارية في الهجوم والقضم التدريجي، الأمر الذي أدى لإرباك الجماعات المسلحة في المنطقة ما ساعد في تقدم القوات المهاجمة وبسط سيطرتها على المخيم وتأتي أهمية المخيم لجغرافيته المرتفعة التي جعلت منه نقطة حساسة شمال حلب وقربه من دوار الجندول الذي يشكل عقدة الوصول لأحياء حلب الشرقية فضلا ًعن اتاحة الاشراف الناري على مشفى الكندي ودوار الجندول ومعامل الشقيف وبالتالي شل حركة المسلحين هناك ليتقدم بعدها الجيش ويسيطر على المناطق المذكورة تباعاً ويوقع أكثر من 65 قتيلاً وجريحاً وتدمير عدة آليات لهم. ويذكر أن مخيم حندرات كان معقلاً هاماً لـ “حركة نور الدين الزنكي” التي انضمت مؤخراً إلى “جيش الفتح”، وارتكبت أفظع الجرائم في حلب، منها اعدام الطفل الفلسطيني عبد الله العيسى ذبحاً واستهداف أحياء حلب بقذائف تحوي غازات سامة.
-معركة “أبو عمر سراقب” بتاريخ 28/10/2016:
بعد إنهاك “جيش الفتح” والفصائل المشاركة معه في معارك الكليات العسكرية وتضيق الخناق يوماً بعد يوم على مسلحي أحياء حلب الشرقية رممت الفصائل صفوفها واعادت هيكلة مجموعاتها للانطلاق بمعركة جديدة باتجاه أحياء حلب الغربية تحت مسمى “غزوة أبو عمر سراقب” هدفها كسر الطوق عن شرق حلب.
هذه المعركة، لم تختلف كثيراً عن سابقاتها، تقدم المسلحين واحداث خرق في محور ضاحية الأسد – منيّان، سرعان ما تم ترجمته في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أعلن فيه انتهاء المرحلة الأولى من “غزوة أبو عمر سراقب، لتحقيق نصر إعلامي بعد تكبدهم أكثر خسائر بشرية كبيرة فضلاً عن تدمير العديد من الآليات المتنوعة.
تخبط المجموعات المسلحة في المحور الغربي لحلب وسوء إدارة المعركة، أوقعهم في مأزق حقيقي بسبب صعوبة التثبيت في النقاط التي تقدموا إليها، وتلقيهم الضربات المدفعية والصاروخية واستنزاف قدراتهم بعد عجزهم في تحقيق أي تقدم إضافي، وما زاد الطين بلة اتخاذ القرار من مسؤولي الفصائل المسلحة البدء بالمرحلة الثانية من “غزوة أبو عمر سراقب”، والتي انطلقت بتاريخ 3/11/2016.المرحلة الثانية انطلقت مفلسةً من بدايتها، وتجلى هذا الأمر عبر استهداف الأحياء السكنية في حلب بصواريخ الغراد والكاتيوشا وقذائف تحوي غازات سامة، ما أدى لوقوع شهداء وجرحى بين المدنيين، وسط تخبط واضح للفصائل المسلحة وسوء قيادة وسيطرة في الميدان اثناء المرحلة الثانية، وهذا ما أظهرته المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي من كاميرات قتلى المسلحين.
تخبط المسلحين لم يقف عند هذا الحد بل وصل لدرجة حدوث اشتباكات فيما بينهم اثناء تبديل مجموعات نقاط التماس بأخرى، في دليل واضح للمهلكة التي زج بها مسؤولو الفصائل المسلحة وأبرزهم السعودي “عبد الله المحيسني” الذي أصبح همه فتح معارك حتى ولو كانت خاسرة من أجل جمع الأموال والتبرعات، وهذا ما تحدث به ببداية المعركة حيث وصل الى درجة الافتخار بتمويل المستثمرين الخليجيين لجلب دعمٍ أكبر للحرب على المدنيين في حلب وغيرها بحجة فك الحصار عن بعض الاحياء في المدينة، ليتقدم الجيش مستغلاً تخبط الفصائل ويسترد كل المناطق التي تقدموا إليها بما فيها المناطق التي دخلوها بداية ملحمة حلب الكبرى من الـ 1070 وصولاً لتلتي الرخم ومؤتة ولتتكبد الفصائل المسلحة أكثر من 280 قتيلاً ومئات الجرحى.
معركة السيطرة على أحياء حلب الشرقية 20/11/2016:
بدأ الجيش السوري وحلفاؤه عمليتهم العسكرية باتجاه أحياء شرق حلب التي يتخذها المسلحون ساحةً لممارسةِ أبشعِ جرائمهم بحق المدنيين وحرمانهم أبسط حقوقهم المعيشية من مصادرة المواد الغذائية واحتكارها في المستودعات المخصصة للفصائل، سبقَ الهجوم العسكري قصف مدفعي وصاروخي استهدف تجمعات ومقار ونقاط انتشار الجماعات المسلحة في تلك الأحياء لتتقدم القوات بعدها شرقاً وتبسط سيطرتها على تلة “الزهور” المشرفة على منطقة “الارض الحمرا” و “مساكن هنانو” شمال شرق مواقع المسلحين في الأحياء المستهدفة لتبدأ مراحل العملية العسكرية، من مساكن هنانو شمال الأحياء وصولا لمنطقة الشيخ سعيد جنوبها اتباع القوات المتقدمة اسلوب العزل والتطويق حرصاً على سلامة المدنيين إضافة للمناورات الذكية ساعد كثيراً في حسم معركة حلب للتقدم القوات تباعاً في المناطق وتعزل الأحياء إلى قسمين بظل القضم التدريجي في الأحياء انهك المسلحين وجعلهم منهارين تماماً، لتأني السيطرة بعد ذلك على كامل القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية.
تابعت قوات الجيش السوري وحلفائه تقدمها باتجاه القسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية بعد إخراج آلاف المدنيين من المنطقة وتأمينهم وبنفس الأسلوب استطاعت القوات من عزل المسلحين في قطعة صغيرة واخراجهم تباعا من المنطقة وليتكبد المسلحون خلال معركة الأحياء الشرقية حوالي 400 قتيلٍ ومئات الجرحى، ولتتكبد الفصائل المسلحة أكثر من 4200 مسلحاً بين قتيل وجريح منذ بدء المعارك في منطقة الملاح شمال حلب حتى معركة أحياء حلب الشرقية.
#الاعلام_الحربي_المركزي. مركز الدراسات