أضيف بتاريخ: 24 - 06 - 2020
أضيف بتاريخ: 24 - 06 - 2020
يتحضر كيان العدو الصهيوني كما هو معلن ورغم الصراعات الداخلية حول الكيفية والتوقيت، يتحضر لتنفيذ خط الشروع المتعلق بما يسمى خطة الضم المرتبطة بما يسمى خطة صفقة القرن. ويتحضر لخط المراحل وخط القصف بما تعنيه هذه العبارات في العلوم العسكرية وعلوم الحرب. في الظاهر تلوح عدة خلافات صهيونية وامريكية وعربية ودولية. وفي العمق يمضي كيان الاحتلال في تنفيذ مخططه الإرهابي بما ان الضم هو توسيع للاحتلال بأبسط وأدق العبارات المختصرة. ولقد عبد الطريق بتنفيذ عمليات هدم واسعة وعمليات قضم ومصادرة واقتلاع. هذا وتم التمهيد لذلك أيضا بإصدار وزيرة المواصلات في كيان العدو ميري ريغف قرارا بتوسيع الطريق المؤدي من المركز إلى غور الأردن ليصبح بمسارين بدلا من مسار واحد.
أمنيا وعسكريا تم إطلاق خطة ما يسمى “فجر في الجبال” وخطة ما يسمى “تنوفا” وغيرهما بالتزامن مع إطلاق عمل وحدات أمنية وعسكرية واستخبارية جديدة بين وزارة الحرب ووزارة الأمن وأجهزة أمان والشاباك والموساد وغيرهم. ورغم ان مجلس الأمن الدولي يناقش اليوم ما يسمى خطة الضم ورغم معارضة بعض الدول العربية الفاشلة والمتبنية لما يسمى حل الدولتين التفريطي والمساعدة لكيان العدو في لجان الأمم المتحدة حتى يومنا هذا علاوة على معارضة الأمم المتحدة والمجموعة الأوروبية المتبنية لنفس النهج، يوغل العدو في المضي نحو تنفيذ خطة تصفية الوجود الفلسطيني المعروفة بصفقة القرن.
جاء في الإعلام العبري لهذا اليوم وحسب القناة 13 ان 1080 برلمانيا أوروببا من 25 دولة امضوا عريضة رفض للضم الصهيوني مقابل مطالبة 1000 ضابط صهيوني سابق لدونالد ترامب بالمضي في الضم في عريضة أيضا وحسب القناة 7 العبرية. غير انه عموما لا يتوقع أبدا أي تراجع صهيوني حتى في واقع تصعيد محتمل في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة المحاصر إلا بهية انتفاضية ومقاومية قوية.
إلى ذلك يتمركز القرار الصهيوني حول الضم التدريجي المقلص لتفادي ردات فعل كبيرة وتفادي غياب الإجماع العربي والدولي والداخلي الصهيوني حول الشكل. ويعتبر ذلك الضم بتلك الطريقة التي ذكرنا أخطر ما يمكن أن يسري تحت الماء في صورة سرطان الأرض أي الاستيطان وفرض كامل السيطرة على المستعمرات أو المغتصبات من الوحدات والكتل الاستيطانية والمعازل التي يريد شرعنتها، إلى الجديد منها بما في ذلك في الجولان السوري المحتل إلى جانب الضفة والاغوار وشمالي البحر الميت ومحيط القدس.
لا يمكن لأي عقل حسب فهمنا أن يتوقع أكثر مما جاء فيما يسمى صفقة القرن وخاصة في موضوع ما يسمى الضم إلى جانب ما يهم القدس والأسرى والاجئين والحدود…إلخ. وعلى ذلك نحن نظن ومهما يكن الوضع الفلسطيني الداخلي وواقع ما بعد التطبيع والواقع الدولي الراعي لكيان العدو الصهيوني، نظن انه ما بعد الضم إلا النصر وان الاحتلال إلى زوال. وما النصر الا بالمقاومة؛ وما النصر إلا للمقاومة اليوم أو غدا أو بعد أقل من جيل بكل الشرائع السماوية والسنن البشرية والتاريخية.
أما سؤالنا هل سيستصدر برلماننا التونسي لائحة رفض وهل سيجرم التطبيع مع العدو، هو أو بمبادرة رئاسية من أي نوع، فمجرد سؤال.
صلاح الداودي