حرب اردوغان على الشمال السوري وحرب ترامب في الفرات العربي المحتل نواة شمال- شمال أولى لغرفة عمليات حرب الشمال الأولى مع العدو الصهيوني

أضيف بتاريخ: 28 - 02 - 2020

إن حكمة الانتصار تقضي بما يلي: لنحسم حالما يجب علينا الحسم.

اقتضى ذلك ذلك لطبيعة ما يفعله ترامب واردوغان ونتنياهو وعربان الخليج. فلقد حولوا بمقتضى الأمر الواقع عصاباتهم الإرهابية المرتزقة مع مرور الوقت إلى جيش احتياط جيش اردوغان الإرهابي الذي لا يحق ولا يصح توصيفه والتعامل معه عسكريا وسياسيا وتكتيكيا واستراتيجيا بغير هذا التوصيف ككل جيش احتلال.

ثم هم حولوا جيش اردوغان الإرهابي إلى جيش احتياط لامريكا وحلف النيتو والعدو الصهيوني، بمعنى انه بالمعنى الصريح بات جيش اختبار صهيو-امريكي ارهابي اخواني ووهابي لتدريب وترتيب أجواء حرب الشمال الأولى من سوريا ضد محور المقاومة.

إن اردوغان مشطوب تماما من أي معادلة أمن واستقرار إقليمي بالنسبة للأمريكان والصهاينة والاوروبيين وهو مفهوم لا معنى له عندهم الا بضمان مصلحة الصهاينة ضد محور المقاومة. وهو بنظرهم مجرد بيدق اهوج لا يصلح الا أداة لتحقيق مصالحهم، وإذا فشل فهم مستعدون لتوظيف رأسه رأسا وهي رأس عندهم لا تستحق أي ثمن اذا لم تأت بالثمن المطلوب. ولن يتغير ذلك الا بأحد امرين: الأول انقلاب الأمور كلها انقلابا جذربا ونوعيا على اردوغان في الداخل التركي وهذا أمر ضعيف الاحتمال حاليا واما ردع المحور الأميركي بدءا بتركيا ردعا قاسيا قاصما بتفكيك الجيش الاردوغاني الإرهابي ومن معه في سوريا.

في عدا ذلك سنكون حقيقة في منطوق عنوان هذه الورقة الموجزة وسنمر حتما إلى اعتماد خطة تحرير شامل ويمرون قطعا اما إلى الاندحار واما إلى تركيب غرفة عمليات حرب الشمال الأولى انطلاقا من الشمال السوري المحتل لأنهم أيضا لا يعادون محور المقاومة فحسب بل يردون إخراج روسيا من المتوسط ومحاصرتها في البحر الاسود. هذا عدا عن الصين الشعبية وغيرهما.

انه كذلك، اردوغان وجيشه، لأنه يبدو يدا ميتة على العدو الصهيوني يدا معادية عدائية لقيادة المقاومة الفلسطينية في دمشق طالما ينفذ حرفية الهدف الصهيوني وهو إسقاط القيادة الفلسطينية في سوريا. وهو كذلك لانه ينفذ الهدف الصهيو-امريكي في إسقاط القيادة الوطنية والقومية في سوريا وإيصال المجاميع الإرهابية إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري الإرهابي المسلح من الخارج إلى الداخل وهو ما يقوم به الآن. ولأنه أخيرا يعمل على تحقيق القطيعة والانفصال ما بين أطراف محور المقاومة خاصة ما بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية في إيران. وهي نفس الأهداف القديمة التي لم تتغير. وبما ان كيان العدو وعربان الصهيونية العربية يشكلان بوجود القواعد العسكرية الأمريكية طوق الإرهاب المضروب على محور المقاومة في هذه الحرب الإرهابية الشاملة وغير المسبوقة، فإنه علينا أن نذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة في القدس.

لقد بتنا نعرف أنفسنا بنفس القدر والوقت الذي بتنا فيه نعرف عدونا من اردوغان إلى نتنياهو. وعليه، نظن انه الوقت المناسب والأفضل لشروع المقاومة العراقية في معركة طرد الاحتلال الأميركي من العراق ومن الحدود العراقية – السورية وهو نفس الوقت المناسب لاطلاق المقاومة الشعبية السورية في شرق الفرات تحضيرا للتحرير. وان تتجهز في دمشق وفي عموم المنطقة أجواء تنظيف السماء من الاعتداءات الصهيونية مرة تلو مرة أو تجهيز أجواء حرب الشمال الأولى من الجولان السوري المحتل. وعلى هذا الأساس يجب أن تحسب وتعمل المقاومة الفلسطينية.

نحن هنا لا نهول ولا نهون ولا نهوم، وإنما نحاول إخراج الصورة العدوانية الراسخة في دماغ العدو إلى العراء وإخراج صورة الإيمان الراسخ بضرورة المقاومة حتى الخلاص في ذهن كل مقاوم على وجه الأرض.

صلاح الداودي.