ان صناعة الإرهاب هي مهنة أمريكية بامتياز..

أضيف بتاريخ: 09 - 01 - 2020

– اللواء علي يونس –

ففي عام (1730م) أصدر (البرلمان) الأمريكي لمن يسمون أنفسهم (البروتستانت الأطهار) تشريعًا يبيح عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر، فأصدر قرارًا بتقديم مكافأة مقدارها (40) جنيهًا مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و(40) جنيهًا مقابل أسر كل واحد منهم.

وبعد خمسة عشر عامًا ارتفعت المكافأة إلى (100) جنيه، و(50) جنيهًا مقابل فروة رأس امرأة أو فروة رأس طفل.

وفي عام (1763م) أمر القائد الأمريكي (جفري أهرست) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم، مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، ونتج عن ذلك شبه إفناء للسكان الأصليين في القارة الأمريكية.

وبعد ذلك بدأت ثاني أفظع جريمة إبادة وتهجير في التاريخ، وهي تجارة الرقيق الأسود بعد اصطيادهم وأسرهم من السواحل الأفريقية في عمليات إجرام خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،والتي أدت بدورها إلى مآسي طالت ملايين الأفارقة السود تمّ شحنهم من أنحاء القارة الأفريقية،وقد هلك معظمهم قبل أن يصلوا إلى العالم الجديد،مما لقوا من العذاب والجوع والقهر،حيث تمّ قتل الكثيرين منهم لمجرد نشوة القتل والتسلي.

والعجيب بالأمر أن أمريكا هي التي أحبطت في مؤتمر دوربان عام (2001م) مطالب الأفارقة بالتعويض عما حدث لهم،بل رفضت أن يقدم لهم مجرد اعتذار.

وفي كوريا تدخل الأمريكان لعزل الحكومة الشعبية فيها وأغرقوا البلاد في حروب طاحنة سقط خلالها ما يزيد على (100) ألف قتيل.

وفي فيتنام أدى التدخل الأمريكي إلى قتل أكثر من مليون شخص، وتؤكد مجلة نيويورك تايمز في مقالة نشرت في(8/10/1997م)أن العدد الحقيقي للضحايا الفيتناميين بلغ (3،6) مليون قتيل.

وفي بعض التقارير تمّ إثبات أنه بين عامي (1952-1973م)،قتل الأمريكيون زهاء عشرة ملايين صينيي وكوري وفيتنامي وروسي وكمبودي.

وفي غواتيمالا قتل الجيش الأمريكي أكثر من (150) ألف مزارع في الفترة ما بين (1966-1986م).

والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتفِ بحروبها الإرهابية ضد العالم ، بل هي التي تدرس الإرهاب في معاهد ومدارس لتخرج الإرهابيين؛ ليتفننوا في تعذيب الناس وقتلهم.

إن تاريخ امريكا هو صحيفة سوابق حافلة بالجرائم في كل مكان في العالم ضد الإنسانية راح ضحيتها أكثر من ثمانية ملايين مواطن .

منها أكثر من مليون و 500 ألف عراقي قتلوا جراء الغزو والحصار والعقوبات المفروضة على العراق منهم حسب أرقام اليونيسيف 500 ألف من الأطفال الذين قالت عنهم (مادلين أولبرايت) وزيرة الخارجية الأمريكية يومها: “إنهم يستحقون هذا العقاب”، وبمعدل 6700 كل شهر حسب ما ذكر (رمزي كلارك) المدعي العام الأسبق الأمريكي .

ومنها و200 ألف عراقي قتلهم جورج بوش عندما هاجم في 16/ 1/ 1991 بغداد في مذبحته التي أطلق فيها الطيارون الأمريكيون النار على ظهور المدنيين والعسكريين المنسحبين .

ومنها 200 ألف من الفلاحين قتلوا سنة 1954في (جواتيمالا) على أيدي النظم الديكتاتورية التي نصبتها أمريكا طيلة أربعة عقود وذلك إثر انقلاب على الديمقراطية- طبعاً- التي لا تروقها لتستبدلها بديمقراطية زائفة تتماشى مع مصالحها وإن أرغمت بها أنوف أفراد الشعب، يعني على نحو ما عليه الحال الآن في العراق وأفغانستان .

ومنها ثلاثة آلاف مواطن ساعدت على قتلهم عندما أطاحت بحكومة (الدومينكان) في 1965.

ومنها 30 ألف ساعدت على قتلهم سنة 1973عندما دبرت انقلاب تشيلي الذي كان ضد الحكومة الديمقراطية المنتخبة بقيادة (السلفادور الليندي) .

ومنها 800 ألف مواطن قتلتهم أمريكا عندما دبرت انقلاباً سنة 1965 في اندونيسيا بدعوى مقاومة الحزب الشيوعي، وطفت الجثث يومها فوق مياه الأنهار، وعلقت مجلة (تايم) على ما حدث بـ (أنها أحسن أخبار سمعها الغرب في آسيا).. أما الإدارة الأمريكية فقد عبرت كما قالت الـ (نيويورك تايمز) عن سعادتها.

وكذا المذبحة التي أشرفت عليها سنة 1975 والتي سقط فيها 250 ألف مواطن من الأبرياء في تيمور الشرقية .

ومنها 30 ألف قتلوا أثناء رعاية الولايات المتحدة للحرب التي شنتها جماعة الكونترا الإرهابية في (نيكاراجوا) في الثمانينات وهي الحرب التي أدينت فيها واشنطن من قبل المحكمة العالمية في 1984بسبب قيامها بتلغيم الموانئ .

ومنها 80 ألف مواطن قتلتهم أمريكا إبان حربها ضد (السلفادور) في الثمانينيات أيضاً .

ومنها نحو مليون راحوا ضحية حروب إرهابية رعتها أمريكا منذ السبعينيات وإلى الآن ضد شعوب غرب أفريقيا وخاصة (أنجولا) .

ومنها أكثر من 8000 قتلتهم أمريكا في بنما ليلة أعياد (الكريسماس) أثناء إلقاء القبض على (مانويل نورييجا) رجل بوش أثناء رئاسته للـ (CIA) والذي تحول فيما بعد إلى عدو .

ومنها 70 ألف قتلهم شاه إيران المدعوم أمريكياً وذلك حين أعيد للسلطة بانقلاب أشرفت عليه واشنطن وذلك بين عامي 1952، 1970.

وعندما اندلعت الحرب الكورية عام 1950 اتبعت أمريكا أبشع الطرق الإجرامية مع المدنيين، وعلى حد تعبير الجنرال (كورتزلي ماي): “أحرقنا على مدى ثلاث سنوات كل المدن في شمال كوريا وفي جنوبها أيضاً، وقتل في هذا القصف 3 مليون كوري” .

وبالطبع كان الاعتداء على الهند الصينية منذ 1954 إلى 1975 أكبر جريمة حرب في النصف الثاني من القرن العشرين حيث قتلت أمريكا من 2 إلى 3 مليون بذخيرة تعادل 15 مرة ما رمي على (هيروشيما) .

وفي صفحة أخرى لتاريخ أمريكا الأسود تعرض أكثر من أربعة ملايين في (فيتنام) و (كمبوديا) للقصف والحرق بالنابالم والقنابل التي قدرت بثمانية ملايين طن، 80 % منها افترش على مساحات مدنية ليس بها أهداف عسكرية.

وتعرضت فيتنام بالذات وعلى مدار تسع سنوات بدءً من العام 1964للقتل بالرصاص الذي طال 160 ألف فيتنامي كما تم تشريد أكثر من 700ألف آخرين واغتصاب 21 ألف امرأة ونزع أحشاء أكثر من 3 آلاف شخص وهم أحياء وإحراق 4 آلاف آخرين والهجوم على 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة وقد اعترف (مارتن لوثر كينج) ساعتها أن “حكومته- يعني بها حكومة أمريكا- زعيمة الإرهاب العالمي”، كما أشار (دانييل اليسبرج) الباحث بمؤسسة زاندا إلى أن “الرؤساء الأمريكيين من ترومان إلى نيكسون كانوا يكذبون ويخدعون الرأي العام الأمريكي بشأن غرض الحرب وأهدافها ووقائعها”، يعني تماماً كما فعل بوش وبلير في الموضوع العراقي.

يضاف لهذا السجل الأمريكي الحافل بإرهاب الدول والشعوب والمكتظ بانتهاك حقوق الإنسان، هجوم أمريكا على الشعب الليبي في الثمانينيات، وغزو (جريناوا) في 1993، وأفعال الجيش الأمريكي والمخابرات المركزية في هايتي وأفغانستان والسودان والبرازيل والأرجنتين ويوغسلافيا وما خلفه كل هذا من مئات الآلاف من الضحايا ناهيك عن أعداد الجرحى والأسرى والنازحين واللاجئين وهي بالطبع أعداد لا تقدر.

وعما تفعله أمريكا إلى الآن من جرائم إنسانية في حق الشعب الياباني وصلت لحد اغتصاب ضباط أمريكان لفتيات، في استمرار لمسلسل إذلال الشعب الياباني بعد ضربه بالقنبلتين الذريتين اللتين راح ضحية الأولى منهما والتي وقعت في 6/ 8/ 1945 وكانت من نصيب (هيروشيما) وأطلق عليها (الولد الصغير)، أكثر من130 ألف ياباني ماتوا على الفور و 200ألف آخرين ماتوا على مدى خمس سنوات جميعهم باستثناء عشرين ألفاً من المدنيين، وذلك بعد تدمير كامل لأربعة أميال مربعة من مباني تلك المدينة، بينا راح ضحية الثانية التي وقعت بعد أيام ثلاثة في (ناجازاكي) في عملية أطلق عليها (الولد السمين)، أكثر من 70 ألف مواطن ماتوا على الفور و 140 ألفاً ماتوا في غضون خمس سنوات جميعهم ما عدا 150 فرداً من المدنيين.

ولأي منصف أن يعجب من تأييد أمريكا المطلق لإسرائيل منذ عام 1948 وإلى الآن والذي لم يقتصر على مساواتها بين الإرهاب الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية حتى غضت الطرف عن الأول واعتبرت الثاني إرهاباً، ناهيك عما تمارسه الإدارات الأمريكية المتعاقبة من ضغوط وإرهاب على مؤتمرات وزراء الخارجية العرب بل والقمم العربية والإسلامية لتجنب أدنى إشارة إلى مسؤولية أمريكا عن تمادي الإرهاب الإسرائيلي وبشاعته وتجاوزه لكل الخطوط الحمراء.

وناهيك عما يعانيه العرب والمسلمون قاطبة من العجز عن فعل أي شيء تجاه إخوانهم في أرض الأقصى والإسراء والمعراج، وما يقع على الشعب الفلسطيني المسكين من إنكار لحقه في الحياة وفي أن يعود لوطنه الذي سلب منه تحت سمع العالم وبصره، وفي أن يعيش كما يعيش سائر البشر على أرضه التي يقتطع كل يوم منها جزءاً إن لم يتم له ذلك بمحو قرى بأكملها من على وجه الأرض تحت وابل من رصاص وصواريخ عدو لا يحترم القوانين الدولية ويقتل الأطفال والعجائز والنساء والرضع ولا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلاً.

لقد مات آلاف الفلسطينيين بطرق تعذيب، لا تساوي تلك الطريقة التي مات بها ضحايا مركز التجارة مثقال ذرة.

وما مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها – مما جرى بتواطؤ وبتوجيه مباشر من حلفاء إسرائيل وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا- ما تلك المذابح بخافية على أحد.

وما مثلها مما جرى في لبنان حيث قتل في الثمانينيات عشرات الآلاف من المواطنين- دون ما حتى إشارة إلى حقيقة أن الذي ارتكب كل هذا الإرهاب هي إسرائيل بمساندة الولايات المتحدة- بمنأى عمن يعيشون معنا على هذا الكوكب.

وهذه المشاهد وتلك المذابح وإن لم يعاد بثها على غرار ما يفعله الإعلام المضلل لأحداث ايلول، فستظل محفورة في أذهان عرب ومسلمي العالم كله بل وفي أعماق أصحاب المبادئ والقيم من غير المسلمين.

انظروا ماذا تفعل امريكا بسوريا تقصف وتدمر البنى التحتية باستثناء ابار البترول .

سوّت مدينة الرقة بالارض ..

حاصرت الشعب السوري وجوعته….

سرقت اموال العرب وثرواتهم…

***ايها السادة لا تفتشوا عن مصدر الارهاب فمبتدأه وخبره في واشنطن واسرائيل….