أضيف بتاريخ: 10 - 10 - 2019
أضيف بتاريخ: 10 - 10 - 2019
يؤثر الصهاينة بطبيعة الحال في كل تفاصيل ما يجري في منطقتنا وفي تونس كل هذه السنوات مرة بأنفسهم ومرة عن طريق الأمريكان ومرة عن طريق الأوروبيين ومرة عن طريق الخليجيين ومرة عن طريق التونسيين.
كتبنا في المدة الفارطة عن كون الملف الذي سيؤرق التونسيين وتونس مستقبلا هو ملف العملاء وكشفهم من طرف الاعداء المرتبطين بهم وفي عملية سياسية مركبة داخليا وخارجيا. هؤلاء الاعداء لم يتحملوا البوصلة التي فرضت في الواقع على تونس دولة وشعبا وهؤلاء لن يتحولوا أبدا إلى فاعلي خير. لذلك عملوا كل ما بوسعهم للهدم والتوريط القبلي والبعدي بهدف الخنق التطبيعي التام للعملية الانتخابية والسياسية في تونس.
نحن لسنا على درجة من البلاهة الفائقة تجعلنا نتورط في مسايرة ما يريده العدو بنظرية ما بعد الحقيقة ونظرية ما يسمية الأمريكان ضرب الكلاب ببعضها ونظرية جانب من الحرب الناعمة الذي يجعلنا نسلم تسليما تاما ان الصهاينة يصنعون المرشحين ويصنعون الناخبين ويصنعون النتائج ويصنعون العدو والصديق في نفس الوقت ومتحكمون في كل كبيرة وصغيرة بنسبة تامة وفي كل بلد من بلداننا. ولسنا أبدا بالبلاهة التي تجعلنا نعتقد ان العدو والعملاء يريدان حسم ملف الرئاسة عن طريق ملف التطبيع، لكننا ندرك ونعمل في الواقع منذ سنوات على تصعيد العداء مع الصهاينة إلى درجة البوصلة التي تحسم كل شيء في البلد وقد حصل ذلك ولكنه حصل بشكل مقلوب بمعنى ان التطبيع حصل اعلاميا وتمكن مما يسمى الرأي العام وسباق الرئاسة وانصار هذا وذاك وكل الشعب وأتى مقبولا أيضا بمعنى ان الذين يجعلون من الموقف مع العدو بوصلتهم أصبحوا خارج السباق أصلا.
في عدا ذلك، يبدو الشاهد وغيره نظريا مستفيدا بعد فوات الأوان من هذه الفوضى التي تتحرك في الإعلام وفي القضاء وفي الرأي العام بما انه قيل لنا سابقا انه مستهدف من الصهاينة في حين ان الصهاينة عبثوا بتونس وهو والزبيدي والنهضة وغيرهم في الحكم، ثم لم يحسم في سباق الرءاسة كمرشح تحيا تونس في موضوع التطبيع هذا ولا النهضة ايضا وغيرهما كثير. ثم انه قيل أيضا انه هو والنهضة أو أحدهما وراء تحريك ملفات القروي قبلا وبعدا.
النهضة أيضا تعاملت مع شركات (ونحن نشرنا ذلك على شبكة باب المغاربة سنة 2018) ولا يمكن أن لا يكون لها علاقة بالصهاينة وتعاملت سابقا مع شخصيات مرتبطة بالصهيونية
ورفضت إلى جانب جماعة الشاهد وكن قبله وغيرهم تمرير قانون تجريم التطبيع مع كيان العدو. ثم يأتي المتعاملون مع هذا العدو نفسه لجعله أمرا طبيعيا وهو بنفسه الذين يقوم بالتوجيه العام والأخير ليفرض على التونسيين اختيار هذا او ذاك في حين ان الحصيلة في كل المستويات تطبيع من هنا ومن هناك وحسم للخيارات من طرف العدو ما يجعل هذه الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني باطلة وفاسدة في كل الحالات مهما كان الرابح منها.
صحيح انه يمكن لكلا المترشحين التدارك لفظيا بمعنى ان يعد نبيل القروي بتجريم التطبيع اذا إستطاع وهو ما لم يفعله من قبل صراحة وان يعد قيس سعيد بتجريم التطبيع كخيانة كما يقول وكأنه يأتي بالجديد اما عبر قانون واما عبر القوانين الجاري بها العمل في خصوص الخيانة الوطنية واما بوسائل القوات المسلحة أي تصدي القوات الحاملة للسلاح لأي عملية اختراق باتجاه تونس وباتجاه الكيان واما في المستوى الثقافي والتجاري والسياحي والديبلوماسي… الخ. بوسائل لا نعلمها. المهم، ومن المؤسف قول ذلك، لقد فات الأوان حقيقة لان الأمور لم تكن بالوضوح التام وفي وقتها وخاصة من حيث الآلية لا من حيث التصريح ولا بالمبدءية التامة.
نحن بالمناسبة، ونعتذر عن هذا التشبيه، لم نر وضعا مشابها للوضع الانتخابي التونسي هذه الأيام سوى الوضع الانتخابي داخل كيان العدو الذي أعاد انتخاباته أمام العجز عن تكوين حكومة وهو ربما يتجه نحو الانتخابات الثالثة على التوالي.
وبالمناسبة أيضا نذكر الجميع أن الأمريكان والألمان والفرنسيبن… يعتبرون معاداة الصهيونية معاداة للسامية ويجرمونها ويعتبرون معاداة سياسات المقاومة سياسات معادية لهم ويجرمونها وأكثر من ذلك بلغ بهم الأمر اعتبار السيادية معاداة للصهيونية وتركوا ذلك على مستوى الامن والاقتصاد والثقافة والعلاقات الخارجية… الخ. (اقرؤوا هنا جاك اتالي).
الهدف النهائي بسيط وواضح وهو رهن الكل بالتطبيع وهو واضح من حيث رهن اي تحالف بالتطبيع ومهما كان من يصعد في الرئاسية بوجود النهضة وقلب تونس.
رسالة الصهاينة اليوم واضحة حقا أو باطلا:
مهما يكن من يفوز منكم سيقول طرف منكم الصهاينة كانوا هنا.
ها اننا نخطف قراركم وارادتكم وصناديقكم شئتم ام ابيتم. ها اننا نؤثر من أعلى نافذة في نظام حكمكم. ها نحن نفتك موقفكم حتى اذا اتخذتموه انتم. ها اننا نسوي بينكم ونلبس الأمور عليكم ونعود في الوقت المناسب لنقول لكم من يريد الفرز على قاعدة معاداة الصهيونية، لا، من سوف يحكم سيكون لي ولي عليه اليد الطولى وعليكم القبول بالتعامل فيما بينكم مع من يتعامل معنا حتى إذا كان منكم من لا يريد…
مرة أخرى نحن اعتبرنا، وهذا منشور من اسابيع، ان ضياع السيادة الانتخابية منذ اليوم الاول من الحملة الأولى أفسد كل شيء وكشف كل شيء وابطل في العمق كل شيء. وبالتالي فكأنما هذه الانتخابات بشقيها لم تقع أصلا.
لنستعد للمستقبل بالمقاومة.
صلاح الداودي