أضيف بتاريخ: 13 - 10 - 2018
أضيف بتاريخ: 13 - 10 - 2018
تقوم الحلقة المظلمة التي لا تراها جماهير الحركة الاخوانية ولا يراها المجتمع ولا يراها من يسهر على حفظ النظام العام، تقوم على هذا الهيكل السري أو الجهاز السري والذي يقوم بدوره على نقطة عمياء تتمركز فيها الجرائم وينتهي عندها الأثر ويطمر الخبر ويطمس النظر.
ومن مهام هذا الجهاز السري، إلى جانب تنفيذ كل أنواع المغامرت القذرة، التحول في لحظة ما إلى رأس التنظيم كما لو انه التنظيم البديل في صورة خسارة المربعات كما في صورة تامينها مهما كان وضعه في الحكم أو في المعارضة.
ومن الافت ان من أوكد مهام هذا التنظيم البديل خلق بؤر مظلمة للتخلص من كل شيء “متردد” (لا يوالي الجماعة) ومن كل “متحامل” حسب توصيف الجماعة لكل من يختلف معها ولا يوافق على سياستها. وبالمقابل المضي سرا في تنظيم نواة وقاعدة لأمن بديل وجيش بديل وقضاء بديل وبرلمان بديل ودستور بديل وسلطة بديلة بعامة. والمثال البارز على ذلك سعي مؤسس الجماعة في مصر (حسن البنا)، لإنشاء «جيش بديل» عن الجيش المصري طبقاً لما أكده جمال البنا، وكذلك محمود الصباغ على سبيل الذكر لا الحصر.
عندما نستحضر كلام راشد الغنوشي عن الجيش ما قبل وما بعد 2011 نفهم الميزان الخفي الفعلي الذي تقيس بها النهضة وجودها وارتباطها وارتباط الغنوشي بفتاوى القرضاوي وتوجيهات القرضاوي في عدة موضوعات مرتبطة خاصة بالمشاركة في العدوان الإرهابي الشامل على المنطقة ودول المنطقة وجيوش المنطقة.
والجيش جيشان: فعلي ورمزي ومدني وعسكري. والفروع والاجنحة على الأرض وتحت الأرض وفي الداخل وفي الخارج وفي الشرق وفي الغرب. من هنا قناعة المجندين ضمن هذه الفروع ان حفنة التراب الوطني لا تعني شيئا أمام المهمات المطلوبة مهما كانوا في الحكم أو في المعارضة ومهما كانت المرحلة التي وصلوا اليها في المشروع العالمي الممول من الحاكمين باسم الجماعة في كل مكان والذي وضع ذمته تحت تصرف معولمها الأخير أي الغرب الاستعماري مقابل وهم وزيف إلى زوال بخطى الشعوب الحثيثة نحو التحرر وإزالة التبعية والتكفير والتطبيع.
صلاح الداودي