أضيف بتاريخ: 02 - 09 - 2018
أضيف بتاريخ: 02 - 09 - 2018
هآرتس / تنفيذ صفقة القرن
02 أيلول / سبتمبر 2018
بقلم: جاكي خوري
“وقف المساعدات الامريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الاونروا” يدل على أن ادارة ترامب بدأت بالفعل بتطبيق خطة انهاء الصراع والتي تندمج مع خطة نتنياهو – دفن كل تسوية سياسية ترتكز على حل الدولتين وتقليص الحلم الفلسطيني الى ادارة ذاتية محدودة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
بعد أن ازاح نقل السفارة الامريكية مسألة القدس عن طاولة المفاوضات، الى جانب جهود من اجل منع وجود تواصل جغرافي فلسطيني، الهدف الآن هو ازالة احدى المسائل الاكثر تعقيدا في النزاع – حق العودة – عن جدول الاعمال. بقي لدى القيادة الفلسطينية فقط أن تأمل بوقوف المجتمع الدولي والدول العربية ضد الخطة ومنع انفجار وعاء الضغط للفلسطينيين.
الخطوط الهيكلية للخطة اصبحت واضحة: الضلع الاول منها هو زيادة البناء في المستوطنات، وحتى خارج الكتل الاستيطانية وفي منطقة “إي 1″، من اجل دفن فكرة الدولة الفلسطينية ذات التواصل الجغرافي في الضفة الغربية. هذا التفسير يعززه التصميم على اخلاء التجمع البدوي في الخان الاحمر. الضلع الثاني هو الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها. وهكذا كل حوار حول تقسيم المدينة أو عن القدس كعاصمة لفلسطين يشطب من الاجندة. العاصمة الفلسطينية، اذا كان هناك شيء كهذا، ستقام في رام الله، أو أبوديس وحتى ربما في غزة، لكن ليس بأي حال من الاحوال في القدس. الضلع الثالث يتعلق باللاجئين الفلسطينيين أو بصورة أدق، حق العودة، أحد المواضيع الصعبة والمعقدة في النزاع. كل حكومات اسرائيل عارضت بصورة قاطعة العودة بدعوى أنها ستصفي المشروع الصهيوني، كما أنه لا يوجد زعيم فلسطيني أو عربي يستطيع التوقيع على اتفاق لا يتضمن اجابة متفق عليها حول هذا الأمر.
“الاونروا” حسب رؤية اسرائيل وامريكا خلدت مشكلة اللاجئين وحافظت على مكانتهم في الضفة والقطاع ومكنت الدول التي استوعبتهم من عدم تجنيسهم. حسب هذه الرؤية فان تقليص قوة الاونروا وتغيير تفويضها، ولاحقا ربما اغلاقها، ستضطر اللاجئين والسلطة الفلسطينية والدول المستضيفة لإيجاد حلول: تحسين الحالة الانسانية للاجئين في المناطق الفلسطينية، منح الجنسية في الدول التي يعيشون فيها واستيعاب آلاف منهم في الدول العربية والغرب. بهذا ستغلق الدائرة على امكانية عودة أبناء الجيل الثاني والثالث للنكبة الى حدود الخط الاخضر.
رغم أن الخطر حول مستقبل الاونروا يحلق في الجو منذ عدة اشهر، فليس للقيادة الفلسطينية أي خطة جاهزة في حالة اشتداد ازمة اللاجئين. أملها هو أن يغير المجتمع الدولي لامبالاته المعهودة وأن يمنح الوكالة شبكة اقتصادية وأن تقوم دول مثل الاردن ولبنان، التي سيزعزع المس بالأونروا استقرارها، بالوقوف ضد الخطة ايضا، وإلا فان اللاجئين سيضطرون الى الاهتمام بأنفسهم ووعاء الضغط الفلسطيني من شأنه أن ينفجر ليس فقط في الضفة والقطاع، بل في المنطقة كلها”.