أضيف بتاريخ: 11 - 11 - 2016
أضيف بتاريخ: 11 - 11 - 2016
إضافة إلى كل التحليلات التقليدية التي تابعناها، واغلبها غارق في الأوهام الإحصائوية أو السوسيولوجية أوالفلسفية والانثروبولوجية بما فيها ما يتعلق بالطبقات وما يتعلق بالرأسمالية، حتى تلك التي أتت من مفكرين عالميين من أمثال تشومسكي واونفراي، هنالك حقائق أخرى تتعلق بما يشبه ملامح العقيدة الإقتصادية والعسكرية لترامب والتي تميل موضوعيا إلى شيء آخر ستفرضه الظروف العالمية واتجاهات العولمة فيها، وهي ما يمكن أن نصطلح عليه بصورة مؤقتة عقيدة القطبين المندمجين بدل الثنائية القطبية الصدامية أو حتى صراع الأقطاب المتعددة اللامتناسب بدل تشتت القطبيات المتوترة بما يعني إعادة صياغة تنظيم المصالح والنفوذ وترتيب عالم مركب بدل الانهيار الجماعي.
اما في المستوى الإقتصادي فيمكن أن نستشرف سعيا محموما من طرف ترامب إلى عقيدة إقتصادية، قد تكون عقيدة استثمار القوة الحالمة الامريكية بمواصلة الارتكاز على ثلاثية القوة الصلبة الرادعة والقوة الناعمة الجاذبة والقوة الذكية المحتوية.
نقول ذلك انطلاقا من حقيقتين: الأولى هي إن الأمريكيين عبروا عن رفضهم التحول إلى هنود بيض داخل بلدهم وداخل العالم فهو من صوت لترامب. والثانية هي إن يهود أميركا صوتوا لكلينتون بنسبة 71 بالمائة مقابل 24 بالمائة لترامب وهو ما يعني أن الكتلة الناخبة تمردت أيضا على أقوى لوبي نفوذ دون ان يعني ذلك بالطبع أنه لن يتحكم في المؤسسات والقرار.
وعلى ذلك لا بد علينا من بيان ما لم يحسب حسابه عدد كبير من المحللين مع إن مؤشراته الأولى قبل التصويت كانت موجودة وهو إن أغلبية من المواطنين الأمريكان اتخذوا قرارهم خارج كل التوقعات وخارج منطق الأقليات والأصليين والمؤسسات لشعورهم أنهم تحولوا إلى كتلة بشرية فائضة قد تتحول إلى زائدة عن الحاجة.
وهو ما يجعلنا نؤكد، عن متابعة وليس عن فرضيات، على ما يلي:
-1 هنالك عالم عمل على الشباب الأميركي لمدة عام كامل. من المشرق العربي إلى آسيا إلى أقصى شرق أوروبا إلى أميركا الجنوبية وإفريقيا، كان هنالك عمل كبير وتغير وجه الإنتخابات
3- في إنتخابات روسيا، اندفع العالم نحو بوتين واشتدت وتيرة دعمه. في أميركا اندفع العالم ضد كلينتون وشددوا على هزيمتها.
هنالك إذن عالم ظاهر وخفي عمل للحرب وآخر عمل للتوازن
3- الحقيقة إن ما جرى في أميركا أول إنتخابات الجيل الجديد من الإنتخابات الكونية. هي حرب إلكترونية استخباراتية كبرى خاضتها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية من داخل ومن خارج منظوماتها ومن داخل ومن خارج المنظومة الأميركية بتخطيط محدد الهدف حينا وبهدف إستراتيجي عام أحيانا، وخيضت بنجاح ضد الأمريكان، بينما كانت أوروبا العجوز تغط في نوم عميق وكانت جماعات دعم الإرهاب تبيع السمك والحوريات للبلهاء في بحر الأوهام وهي سكرانة لا تدري أن ثمة عالما مستفيقا.
اما الكيان الإسرائيلي ففضلا عن أنه لا يراهن على شيء خاص لثبات السياسة الأمريكية حياله، فقد تكفل به جمهور المقاومة في العالم بأسره وجزء من الأقليات تكفلت به بلدانها.
صلاح الداودي. منسق الهيئة العلمية لشبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية