لقاء ايراني سعودي حول قضايا المنطقة

أضيف بتاريخ: 31 - 08 - 2018

معهد واشنطن/ الشرق- عبدالحميد قطب –

– السعودية سعت للحصول على دعم دولي لاكتساب نفوذ إقليمي

– ايران تحاول تعزيز موقفها بعزل المنطقة عن التأثيرات الخارجية

” كشف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن لقاء جمع بين الأمير تركي الفيصل آل سعود رئيس الاستخبارات السعودية السابق ، والسفير سيد حسين موسويان العضو الأسبق في الفريق النووي الإيراني المفاوض والباحث في جامعة (برينستون) الأمريكية، في يناير الماضي، لمناقشة قضايا الإقليم الساخنة، واتفاقهما في العديد من القضايا الهامة التي ناقشاها.

وأورد التقرير الذي أعده الباحثان الأمريكيان، أندرو ليدفورد وبانفشة كينوش، أن حوار الرجلين بدا وكأنه حوار بين السعودية وإيران لما للرجلين من صلات جيدة بحكومتيهما الحاليتين، الأمر الذي يضفي مزيدًا من الأهمية على وجهات نظرهما ويعرض وجهات نظر داخلية حول الطريقة التي ترى فيها كل من الحكومتين صراعها مع الأخرى، وفق قولهما.

مكان اللقاء

وذكر تقرير المعهد أن الحوار تم في جامعة العمليات الخاصة المشتركة في تامبا في ولاية فلوريدا الأمريكية. وعلى الرغم من الخطابات الشديدة اللهجة التي يتبادلها البلدان، تستمر السعودية وإيران في تفادي المواجهة العسكرية المباشرة، ما يدل على أن المصالح الإستراتيجية لا تزال تتقدم على الصدامات الأيديولوجية، خاصة في ظل عدم قدرة على الإنفاق على صراع عسكري ثقيل أو للتعامل مع تداعياته.

وبحسب المعهد فقد اتفق المحاوران الدبلوماسيان على أنه حتى الآن، لا تملك أي من السعودية وإيران نفوذا إقليميا كافيا للتفاوض على خاتمة مرضية لأي من الحروب الطويلة الأمد بين الدولتين، التي تُخاض بالوكالة. وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة قد لعبت دورا في تفاقم التوترات الحالية في المنطقة، وجعلت سياستها تتّسم بالتعامل عامة مع السعودية، وبمحاولة عزل إيران، إلا أنها تقاعست باستمرار عن توفير الدعم الكافي لحسم الخلل الإقليمي في السلطة بطريقة تتماشى بشكل أفضل مع المصالح الأمنية السعودية والإيرانية.

نفوذ إقليمي

وأوضح التقرير أن السعودية لطالما سعت إلى الحصول على دعم دولي لاكتساب نفوذ إقليمي أكبر. بالمقابل، تحاول إيران تعزيز موقفها من خلال محاولة عزل المنطقة عن التأثيرات الخارجية. وتوضح التعليقات التي شاركها الدبلوماسيون السابقون وأثبتتها أحداث العام الماضي أنّ كلّ جانب يرى المقاربتين على أنّهما حصريتان، ما يعني أنّ مقاربة واحدة ستنجح فقط.

ويؤكد التقرير أن صيغة “لا غالب ولا مغلوب” الثابتة بشأن القضايا التي قد تؤدي إلى عدم استقرار في المنطقة. ومع ذلك، تبقى مشاركة القيادة الأمريكية ضرورية لتحويل المنطقة على نحو ثابت إلى إطار دولي أوسع، وإلا فستبقى المنطقة عرضة لحروب بالوكالة وعدم استقرار عام.

وأشار التقرير إلى أنه ليس من السهل استعادة التوازن الإقليمي بين السعودية وإيران، ولا سيما أنّ واشنطن تتابع حاليًا إستراتيجية عزل طهران من خلال الخروج من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي رأته إيران في مرحلة ما فرصة لكسب قوة وهيبة أكبر إقليميًا.

العقوبات على إيران

وفيما تستأنف واشنطن فرض عقوبات على إيران، فقد يكون العرض بشأن الدخول في مفاوضات مع الدولة مثمرًا إذا قبلت طهران به. ففي حال بدأت المفاوضات، من المهم أن ينشئ المسؤولون إطار عمل مدعوما دوليًا يتم بموجبه دعوة إيران إلى التخفيف من تدخّلاتها الإقليمية مقابل دعم نمو البلاد وتطوّرها.

الموقف السعودي

وأوضح التقرير، أن نجاح هذه الإستراتيجية قد يؤدّي إلى نجاح فعلي للسياسة السعودية الداعمة لتدخّل الولايات المتحدة في المنطقة أيضا، ما يعزّز الموقف السعودي بشكل غير مباشر في الشرق الأوسط – قد لا يضعف ذلك الموقف الإيراني بشكل واضح- ولكنّه سيؤدّي إلى ميزان قوى أكثر استدامة.

وفي حين تبدو إمكانية الاتفاق حول التفاوض مع إيران بعيدة، فإنّ تعزيز الولايات المتحدة للمزيد من الاستقرار في المنطقة ممكن من خلال بعض التدابير العملية. فعلى سبيل المثال، يجب أن تركّز واشنطن على إنهاء مهمة تحقيق الاستقرار في العراق من وجهة نظر أمنية، والتشجيع على المزيد من الاستثمارات السعودية في العراق لمواجهة النفوذ الإيراني.

ونوه التقرير، إلى أن التواصل المستدام مع التنمية العراقية سيساعد بشكل بطيء في إعادة التوازن إلى بغداد التي تم إدراجها بشكل متزايد في مجال نفوذ إيران منذ عام 2003، خاصة أنّ النفوذ الإيراني في العراق لا يمكن إنكاره، في حين أن العديد من الدول الإقليمية تتمتّع بالقدرة على منافسة إيران من خلال تعزيز أمن العراق وبناء بنيته التحتية من خلال مشاريع مشتركة.

النفوذ الإيراني في سوريا

ويرى تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن انحسار النفوذ الإيراني في سوريا أكثر تعقيدًا، لكنه في الوقت ذاته في غاية الضرورة، وإلاّ قد تصبح سوريا مركزا لصراع مستقبلي- ولا سيّما في ضوء الهجمات الجوية الإسرائيلية مؤخرًا على المواقع الإيرانية في سوريا- وفي حين لم تثمر الضغوط المُمارسة على إيران في إزالة قواتها من سوريا، فإنّ الاحتجاجات الاقتصادية المستمرة في إيران التي تطالب بزيادة الاهتمام بالمسائل المحلية، قد تضغط داخليًا على إيران وبالشكل اللازم للحدّ من توسّعها الإقليمي.

الحالة الراهنة

وفيما يخص الصراع بين الطرفين، يؤكد التقرير أنّ الحالة الراهنة تمثّل وضعًا يستحيل فيه فوز أي طرف – فكل طرف يناضل من أجل إحراز تقدّم يُضعف الآخر ويدعم هدفًا غير واقعي كقوة إقليمية عظمى وحيدة- خاصة أن مشاركة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يشكلان ضرورة في إعادة توازن موازين القوى بين السعودية وإيران. أما هذه النتيجة، التي تميل إلى مصلحة السعودية من منظور إقليمي، فقد تساعد في نهاية المطاف كلًّا البلدين داخليًا.

النفوذ السياسي والاقتصادي

ويخلص التقرير إلى أن كلا من البلدين يتمتّعان بدرجة من النفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة، وبالتالي يجب إعادة صياغتها بطريقة تشجّع على استمرار القوة والعلاقات المتوازنة بينهما. وفي حين أنّ إيران والسعودية قد لا يدخلان في قتال مباشر، فإنّ التأثيرات السلبية للتوتر الإقليمي على العراق واليمن وسوريا تشير إلى أنّه من المفيد لجميع الأطراف المعنية أن تهدئ من عدم الاستقرار وتشجع على إعادة تنظيم الموازين الإقليمية.

زيارة السفارة المصرية بطهران

على صعيد التقارب بين المحور السعودي المصري من جانب والمحور الإيراني كشف حشمت الله فلاحت بيشه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني ، عن زيارة قام بها للسفارة المصرية في طهران بهدف تخفيف حدة التوتر السياسي بين طهران والقاهرة موضحا في حوار مع العربي الجديد أن إيران تسعى للتقارب مع الجيران من خلال إرسال وفود إلى هذه الدول”.