ما بعد فلسطين: صفقة القرن ما بين سوريا واليمن

أضيف بتاريخ: 30 - 08 - 2018

لا يمكن لصفقة القرن كخطة استراتيجية يؤمنها عمليا الثالوث الأميركي الصهيوني وجزء من الخليج العربي والمغرب العربي أن تكون إلا باستكمال فصل من فصول فرض الأمر الواقع من جانب واحد واعتبار فلسطين محمية دولية تحت رقابة كيان العدو الإسرائيلي كيفما كان اخراج فصلها أو الانفصال عنها أو دفعها إلى الوجود بالقوة على هيأة ما تركه الإحتلال. هذا هو معنى صفقة القرن ما بعد فلسطين. وهنا سوف تتحدد كل تفاصيل ترتيب الاولويات فلسطينيا ومن زوايا نظر عرابي المصالحة والتهدئة والصفقة الاقليميين والدوليين.

ليست ملفات الاستيطان والقدس والعودة وقانون القومية اليهودية العنصري سوى أساسات عامة لتأسيس مشروعية هذه الصفقة العامة الكبرى. وبالتالي هي لن تفيد كثيرا محور الإرهاب والتبعية والتطبيع ولن تؤدي إلى نجاح صفقة القرن هذه إذا تم كسر اضلعها الجيوسياسية والجيوستراتيجية في المنطقة، وتكمن في الفرضيات التالية:

أولا: كل استمرار للعدوان والحصار على اليمن جزء من صفقة القرن
ثانيا: كل بقاء لقوات أمريكية في سوريا والعراق جزء من صفقة القرن
ثالثا: كل بقاء للقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج أساس استراتيجي لصفقة القرن
رابعا: كل بقاء لهذه القواعد العسكرية تهديد استراتيجي باستنساخ نظير استراتيجي لها في المغرب العربي لتثبيت صفقة القرن.

وبعبارات أخرى، وبعد المبدأ العام، اذا كنا نريد الصراحة والوضوح، فإن كل تهاون في ملف اليمن يزيد ويسارع المخاطر في الملف الفلسطيني. في سوريا يعمل الكيان في حدود الشام الكبير. في اليمن يعمل الكيان على طول اليمن الكبير وكل ما يجعله ينفذ إلى البحر الأحمر ويريده على البحر الأسود وإلى افريقيا وآسيا. وينظر إلى غزة كما لو انها على الساحل الغربي اليمني والضفة كما لو انها قطعة من صنعاء تهددها أمة اامقاومة في اليمن.

في اليمن لا توجد روسيا ولا توجد طهران ولا يوجد حزب الله ولا المقاومات الفلسطينية ولا المقاومات الرديفة كلها ولا توجد حدود فلسطين المحتلة، بل يوجد على الأرجح مستقبل فلسطين كل فلسطين ومستقبل المنطقة كل المنطقة في اختبار صفقة القرن وخارطة تأمينها من اليمن بالذات. في اليمن توجد روح شعب اليمن الكبير وشعب فلسطين النصير أو شعب فلسطين اليماني أو شعب فلسطين الثاني (الطبيعة الفلسطينية لشعب اليمن) ويوجد انصار الله الكبير بكل من يقف معهم في جبهة الحق. ويوجد الثقل البشري لجبهة المقاومة في كل معارك التحرير والمصير.
صلاح الداودي