أضيف بتاريخ: 15 - 08 - 2018
أضيف بتاريخ: 15 - 08 - 2018
– أمل الحمروني-
تاكدنا من خلال الاطلاع على مواقف الأحزاب القومية ان التيار الشعبي أثبت قدرته على تجاوز مأزق الموقف من تقرير لجنة الحريات الفردية بأريحية و مرونة و بإصدار موقف واضح و مشرف.
لو قمنا بتحليل بيان التيار الشعبي سنجد انه البيان الوحيد الذي كشف الاطار النظري الليبرالي والقراءة الفرنكفونية المسقطة على التاريخ العربي، لكنه أيضا أثبت في نفس الوقت أن المساواة التامة والفعلية وتحقيق العدالة بين المواطنين ينتج من داخل السياق الحضاري لا من خارجه. ويمكن لهذا السياق حسب رؤية التيار الشعبي أن ينتج حرية و مساواة تتجاوز النماذج المستمدة من التجارب المقارنة.
ولذا فان الحزب قد نجح اتصاليا وسياسيا بذكاء في تجنب عملية التخندق التي فرضت على البقية ليشيد فسطاطه مقابلة لثنائية التخلف والانبتات.إن خيار المشروع الوطني الجامع المقاوم للهيمنة والاستغلال والعبودية في الداخل والخارج هو القادر وحده على احداث ديناميكية في عمق المجتمع وشرائحه البعيدة عن تأثير النخب الاستعمارية والمكبلة بسلاسل الرجعية وتجار الدين. وهو مشروع قادر على فتح المجال للنخب الوطنية التحررية منتج للفكر الحر البديل انطلاقا من قراءته للتجربة التاريخية للأمة العربية والتفاعل الحر مع التجارب الانسانية وخاصة منها التي لم تتورط في احتلال الشعوب ونهب ثرواتها على غرار التجارب في امريكا الجنوبية واسيا افريقيا.
لقد اكد التيار الشعبي أنه القاطرة السياسية التي تفتح الطريق نحو تجاوز القوميين لمأزقهم الذي انطلق منذ رحيل الزعيم جمال عبد الناصر. ولقد اكدت مواقف الحزب ايضا لما قام به من دور وطني وعربي، وإن بدت خطواته بطيئة لقلة الامكانيات اللوجستية، قدرته على الثبات وعلى فتح مسار تراكمي سيعيد الحياة للمشروع الناصري.
وإن غدا لناظره لقريب.