أضيف بتاريخ: 25 - 05 - 2018
أضيف بتاريخ: 25 - 05 - 2018
يراهن الفرجويون على لاوعي التطبيع أو على وعي قابلية التطبيع لدى العامة بدعوى متابعة السقوط المدوي في فخ اعتبار التطبيع مع العدو الصهيوني كوجه خطير للتعامل معه على انه مجرد وجهة نظر توالت عليها الموجات حتى أصبحت مجرد سياقات مختلفة ووتيرة شبه عادية تطال كل مجالات الحياة في تونس. وما ذلك إلا تعبيرة متقدمة عن تقنيات شل الوعي الجمعي والاكتفاء باستيعاب ما يجري.
اننا عندما نسأل وماذا بعد، لا نكاد ننهي الحروف التي بين اناملنا حتى نكاد نمحو نفس السؤال ونفس علامة الاستفهام حتى نقول: لاشيء بعد ذلك سوى الموجة الآتية. لقد بات القاصي والداني يعلم عن وعي أو يشعر عن غير وعي بهذه التقنيات ان حربا ناعمة تخاض، بالنتيجة، على وعي الذين هم أكثر تعرضا لعدوان لا قدرة لهم على رده ولا حتى على تفكيك أدواته وأهدافه وهم في بيوتهم يمارسون حياتهم العادية غير المبالية حينا ويكابدون التعدي الصارخ على معتقداتهم الدينية والأخلاقية والثقافية والسياسية في حين يعتقد البعض ان أمراض التسلية وأمراض التشفي والاحتقار وأمراض الفضيحة وأمراض البطولة أشياء عادية جدا مثلها مثل ردات الفعل ذات التأثير العابر من قبيل متع الأفلام والمسسلات بجيدها واسوء ما فيها.
وعلى ذلك لم يعد لنا من صرخة استغاثة إلا لدى نخبنا المسؤولة والمقاومة والمستامنة على العقول المهدورة والأجيال القادمة من اكادميبن واعلاميبن وقضاة ومحامين. لقد آن الأوان، قولا واحدا، لهبة وعي كاسحة تعدل البوصلة وتوقف النزيف.
صلاح الداودي