أضيف بتاريخ: 12 - 04 - 2018
أضيف بتاريخ: 12 - 04 - 2018
عندما تشق طريقك إلى الحرب كما يقول المفكرون، عليك أن تصلي لنفسك مرة، وعندما تشق طريقك إلى البحر عليك ان تصلي لمرتين. واما وانت تريد الطريق إلى سوريا فلن تدري عدد الصلوات ولن تدري لمن سوف توجهها ولن تدري من سوف يستجيب في بلاد الشام المباركة “عمود الإسلام إلى يوم الدين” وخيمة المقاومة حتى التحرير. يقال ايضا ان الغارقين في بحر اوهامهم أكثر من الغارقين في أعماق البحار. والواقع يقول ان الغارقين في أرض سوريا لا خلاص لهم سوى الاستسلام.
يستلزم الخنق الإستراتيجي لسوريا وحلفاء روسيا كل هذه الحرب وحروبا أخرى ما في ذلك شك، لو قلبنا اتجاه السؤال. فلو تأملنا لوهلة القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها في المنطقة وفي العالم وخاصة حول سوريا وحول إيران وحول روسيا وحول الصين وغيرهم لكانت الإجابة قطعية، ولا سيما بخصوص القواعد البحرية وحركة الاساطيل وما يرتبط بها من وظائف جيوستراتيجية عسكرية واقتصادية واستراتيجية بعامة. من المعروف ان نقطة قوة أميركا ومن معها يتمثل في تطويقها للعالم بما في ذلك روسيا، ناهيك عن ترسانة الأطلسي على حدود مجال أمنها القومي الحيوي. إلا ان نقطة ضعفها الكبرى هي وضعها كقوة استعمار كبرى وأولى في العالم (ما يعني حافزية مواجهتها أينما كانت في ظرف من الظروف)، أمر يفاقمه عمل روسيا ومن معها بشكل دؤوب على كسر هذه الهيمنة التي تراها أميركا استراتيحية، وبخاصة على البحار. في أثناء الحرب الارهابية الشاملة جرت مياه كثيرة تحت المياه وبلغت روسيا برؤية ما نسميه البحار المشبكة بينها وبين الحلفاء شوطا مهما وعلى وجه التحديد في أعماق شرق المتوسط. وبلغ الحلفاء، الصين وإيران أساسا درجة هامة جدا في مجال سلاح البحر الإستراتيجي وخاصة الغواصات بكل انواعها وبكل وظائفها وبكل قدراتها القتالية فضلا عن القوة الباليستية لكل المحور والقوة الثورية التي تتجلى من خلال الحرب التحريرية اليمنية المتصاعدة. وفي الوقت الذي يريد فيه حلفاء سوريا ما اسميناه البحار المشبكة، تريد أميركا واتباعها حصر القوى الصاعدة في مياهها الاقليمية على أقصى تقدير وغلق كل النوافذ على روسيا ولجمها وتقييدها بالأرض او بالاقاليم اليابسة وهي (أي قوة العدوان الأطلسي وتوابعه) تجر العالم جرا نحو البحار المشتبكة.
غير ان التناقض الكبير في المصالح الاستراتيجية وفي العقائد الاستراتيجية وفي الأسس الحضارية والأخلاقية للتحالفات التاريخية والإستراتيجية أيضا يجعلنا نتوقع طورا جيوسياسيا واسعا من ملاحم البحار. واول هذه الملاحم صمود سوريا بفضل دماء أبنائها وهي تدخل عامها الثامن وبفضل الحلفاء أيضا. سوريا التي تشق بنا البحار نحو التحرر الإستراتيجي الشامل للمنطقة العربية والإسلامية هي أول أرض وأول سماء وأول بحر ملاحم لانها أول من اتخذ القرار: قرار تشبيك البحار في إطار مشروع القرن وأبعد وهو مشروع الشرق الأكبر والاوسع. وما قبلت تسليم غازها ونفطها وارضها وبحرها وشق قلبها لتعبر الوحوش.
ولذلك ستنتصر وتتحول الملاحم إلى مكتسبات في طريق الحرير وتتحول إلى قوة إقليمية نووية في الوقت الذي يلزم وتظل خيمة الجبهة الإقليمية التي ينتصر منها مشروع إزالة كيان العدو الصهيوني من الوجود.
الحرب التي تريدها أميركا ومن معها سيحصلون عليها ذات يوم. وتظهر آيات النصر يوما بعد يوم.
صلاح الداودي