أضيف بتاريخ: 12 - 03 - 2018
أضيف بتاريخ: 12 - 03 - 2018
صحيفة يديعوت احرونوت:
“تساءلت المستشرقة الاسرائيلية سيمدار بيري، عن احتمال قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بزيارة علنية وتاريخية للسعودية؟ وما اذا كان سيستغل الزيارة في معركته الانتخابية القادمة. واضافت بيري، المعروفة بصلاتها الوطيدة مع صناع القرار في تل أبيب، وتحديدا المسؤولين عن العلاقات مع مصر والأردن، والدول المُصنفة بالدول العربية السنيّة المعتدلة، انه من غير المستبعد ان يكون نتنياهو يحاول إقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالضغط على ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لإقناعه بالموافقة على زيارة نتنياهو بشكل علنيّ إلى الرياض، دون التوقيع على اتفاقية سلام بين الجانبين. على اعتبار ان بن سلمان يفضل بقاء نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل، ويتمكن من تجاوز التحقيقات التي تجري معه، والا فان الزيارة التاريخية للسعودية ستكون من نصيب خليفة نتنياهو.
وكشفت بيرين ان قصة الغرام السعودية-الإسرائيلية بدأت بعدان تبنت السعودية موقف اسرائيل تجاه ايران، باعتبارها هي العدو، وعلى وقع التمدد “الشيعي” في الشرق الأوسط، الذي يثير مخاوف الرياض. وشددت بيري، على ان بن سلمان يعتبر قضايا الفساد المنسوبة لـ نتنياهو، صغيرة جدا، كونها تتعلق بمبالغ ضئيلة جدا، مقارنة مع الأموال والشركات التي يملكها ولي العهد السعودي.
وأوضحت بيري، ان لا أحد يعلم ماذا يدور وراء الكواليس بين تل أبيب والرياض، ولكن نتنياهو يُلمّح، إلى تقدّم في العلاقات وقنوات التواصل بين الطرفين، فيما يلتزم المقربون منه، الصمت المُطبق، حول هذه القضايا الحساسة، والسبب هو ان إخفاء التواصل بين الطرفين، ينبع من الرغبة السعودية في وضع جدار من الفولاذ حول الاتصالات مع اسرائيل. مع ذلك، من المؤكد ان هناك شيئا ما يطبخ على نار هادئة وراء الكواليس بين الطرفين.
واكدت بيري، على وجود إثباتات تؤكد ان المفاوضات أو المباحثات بين السعودية واسرائيل، تتواصل على اكثر من صعيد، مشيرة إلى انه قبل يوم واحد من وصول ولي العهد السعودي إلى القاهرة، قام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بتصفية جميع المشاكل القضائية التي حالت دون نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. فيما وجه نتنياهو تلميحا واضحا، بأنه حصل على تعهدات من السعوديين في ما يتعلق بحرية حركة الملاحة في البحر الأحمر. يضاف الى ذلك، ان إسرائيل حاضرة في صلب الرؤية الاقتصادية لولي العهد السعودي، وهي رؤية 2030، والتي سيتم بموجبها ضم مدينة إيلات إلى الخطة الاقتصادية السعودية. وإذا تحقق هذا الأمر فان السماء ستكون بالنسبة لإسرائيل هي الحدود، علما ان كل شيء سيتم دون التوقيع على اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل.
وختمت بيري قائلة، انه في الوقت الذي فشلت اتفاقيات السلام مع مصر والأردن في تحقيق التطبيع مع شعوب الدولتين، على الرغم من جهود حكامهما، فقد قامت السلطات السعودية مؤخرا باعتقال ناشطة سياسية واجتماعية لمجرد انها تجرأت على القول إنها تعارض التقارب مع إسرائيل، ووجهت لها تهمة المس بمصالح المملكة.”