أضيف بتاريخ: 04 - 03 - 2018
أضيف بتاريخ: 04 - 03 - 2018
موقع “والا” العبري: “هكذا عمل الجيش الاسرائيلي تحت وفوق الارض لاغتيال نصر الله”.
“نشر المحلل العسكري في موقع “والا” العبري، أمير بوحبوط، تقريرا مطولا عن الحرب المقبلة مع لبنان، وسعي الجيش الاسرائيلي لاغتيال حسن نصر الله، قائلا ان كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي عرضوا على وزير الحرب آنذاك، عمير بيرتس، مطلع حرب لبنان الثانية خطة تحمل اسم “الوزن المحدد”، تهدف إلى تدمير صواريخ “فجر” التي كان يمتلكها حزب الله، والتي كانت مخبأة في منازل السكان الشيعة جنوب لبنان، وبالتالي، تجريد الحزب من القدرة على اطلاق القذائف على العمق الاسرائيلي. وفي نهاية المطاف، حسم الوزير بيرتس الأمر، وامر بتنفيذ عملية “ليل الفجر”، حيث شن سلاح الجو الإسرائيلي على مدى 34 دقيقة، غارات دقيقة على منظومة صواريخ “فجر” التابعة لحزب الله، بالاعتماد على معلومات استخبارايتة دقيقة.
وتابع المحلل: بالرغم من نجاح الغارات، بحث بيرتس خلال مجريات الحرب، إجراءات أخرى لتوجيه ضربة لحزب الله. وطلب في إحدى جلسات النقاش، ملف نصر الله الاستخباراتي لبحث مسألة تصفية الشخصية التي بعثت رسائل تهديد لمواطني إسرائيل من داخل مخبئها. لكن ما أثار الاستغراب، هو انه بيرتس وموظفي مكتبه، اكتشفوا عدم وجود ملف استخباراتي منظم لـ نصر الله، أو معلومات تقود إلى كشف الأماكن التي يختبيء فيها. ونتيجة لذلك، أعطى بيرتس تعليمات بتشكيل غرفة عمليات مشتركة للأجهزة الأمنية تشمل “الموساد” وشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” و”الشاباك” وتم تكليفها بجمع المعلومات الاستخباراتية عن نصر الله، والتركيز على محاولة ايجاد طرف خيط يوجه صواريخ سلاح الجو الاسرائيلي إلى نصر الله وكبار قادة الحزب. وقام سلاح الجو الاسرائيلي بإلقاء قنابل ضخمة خارقة للتحصينات على الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كان يختبئ نصر الله، لكنها لم تخلف سوى الدمار ولم تحقق هدفها باغتيال نصر الله.
وكنتيجة للفجوات في المعلومات الاستخباراتية التي ظهرت خلال حرب لبنان الثانية، تقرر احداث عدة تغييرات للتركيز على قادة حزب الله، وعلى رأسهم نصر الله. وشمل احد الإجراءات تشكيل لواء التشغيل في شعبة الاستخبارات العسكرية مهمته تكريس جهود قيادة الأركان على جمع المعلومات الاستخباراتية لتتم صياغتها لاحقاً ضمن خطة عمل منظمة. كما تم شراء قنابل دقيقة خارقة للتحصينات وقادرة على اختراق الباطون المسلح بعدة طبقات تحت الأرض للوصول إلى التحصينات العميقة.
ومنذ حرب لبنان الثانية، يحوم السؤال حول تصفية نصر الله الذي يتحرش بإسرائيل، ليل نهار، عبر الخطابات والدعاية المحكمة الموجهة مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي. ومؤخرا صرح رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت، ان نصر الله يعد هدفا للتصفية. ومن المرجح ان تصريح آيزنكوت مرتبط بقدرات الجيش في جمع المعلومات الاستخباراتية عن نصر الله، وبقية قادة الحزب، الذين تمت تصفية بعضهم في عمليات سرية قامت بها إسرائيل.
ضابط كبير في قيادة الأركان سُئل الأسبوع الماضي عن كيفية حسم الحرب مع حزب الله، فرد قائلا: اذا نجحنا في الحرب المقبلة بقتل نصر الله، فهذا سيكون بمثابة الحسم. واضاف: إسرائيل أثبتت خلال عشرات السنين الماضية أنها قادرة على تعقب شخصيات قيادية وتصفيتها. علما ان قائمة الذين تم تصفيتهم طويلة، واعتمدت على نشاط كبير للأجهزة الأمنية المتنوعة مثل عملاء، ومعلومات استخباراتية الكترونية، واخرى تم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية، ووسائل اتصال علنية وغيرها. وكان الهدف هو كشف المكان الذي يقضي نصر الله فيه وقته، والأماكن التي يمكن ان يختبئ فيها، والأشخاص الذين يقدمون له المساعدة، وهذا عمل شاق ومكثف.
في عام 2012، حصلت حالة مميزة، عندما استهدفت طائرة اسرائيلية مسيرة، سيارة أحمد الجعبري، قائد الذراع العسكري لحركة حماس، في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتله، بعد مراقبة دقيقة استمرت فترة طويلة. غير ان عملية تعقب استخباراتي لشخصية بحجم نصر الله، قصة مختلفة كليا، وتختلف أيضا عن اغتيال عماد مغنية، الذي اغتيل عام 2008 في دمشق. فمراقبة وتعقب شخصية كنصر الله، تستلزم قدرات عالية وحساسة جدا وموارد كبيرة، وخاصة في ظل إدراك نصر الله حساسية إسرائيل تجاهه، ورغبتها في الوصول إلى الدوائر المقربة منه. وهذا أحد الأسباب الذي يجعله يقلل من ظهوره العلني بين الجمهور، ويقضي معظم أيامه داخل أحد الاماكن المحصنة تحت الأرض في الضاحية الجنوبية، وحين يلقي خطاباته يكون خلف ساتر محصن أو عبر فيديو ضمن دائرة مغلقة”.