أضيف بتاريخ: 25 - 10 - 2016
أضيف بتاريخ: 25 - 10 - 2016
الجزء الأوّل
لعلّ الكثير من الناشئة اليوم ببلادنا لا يعرف أنّ بناة التشكيل الشعبي المقاوم وحرب المدن ضد الإستعمار في العصر الحديث هم مغاربة وخاصّة أمير الرّيف المغربي وقائد المقاومة الشعبية التي قاتلت فرنسا وإسبانيا دون أي دعم خارجي السيد عبد الكريم الخطّابي رضوان الله تعالى عليه بشهادة قادة المقاومة الفيتنامية والكوبية مثلا، لا نريد العودة إلى قيادات تاريخية مشهورة أسّست للعقيدة الثورية الإسلامية في بلادنا أمثال الأمير عبد القادر والشيخ ماء العينين والشيخ عمر المختار والشيخ علي بن خليفة وغيرهم.
خاض أجدادنا وآباؤنا حروبا قاسية ضد إمبراطوريات وقوى كبرى أمثال فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وحتى أمريكا وأيضا السلاجقة العثمانيين. تاريخ نشأة المقاومة في منطقتنا بدأ مع سقوط الدولة الحفصية، واختلّت كلّ التوازنات في المنطقة وبدأ التفكّك على كلّ المستوايات خصوصا الإجتماعية والثقافية. دخول الإسبان من جهة والعثمانيين من جهة أخرى غيّر وجه منطقتنا التي نشأت بها أعظم الدول في العالم وهي الدولة الفاطمية العظمى، دولة الموحّدين وهي دول إمتدت على ثلاث قارّات وسيطرت على الممرات البحرية والبرية وبالتالي على التجارة الدولية والدولة الحفصية التي إمتدّ نفوذها حتى بلاد الحجاز وإمتازت ببداية تبلور الخصوصية ” التونسية” وظهور لمفهوم الدولة بما يناسب التحوّلات الإجتماعية في تلك الفترة. ما نريد إيضاحه في هذا الجزء الأوّل هو الجذور التاريخية للتيار الوطني المقاوم ببلاد ” إفريقية”. إنهيار الدولة الحفصية مثّل نهاية عصر القوة والقدرة وبداية السقوط الكامل، حينها بدأ أوّل ظهور لنواة المقاومة الشعبية للإستعمار الإسباني والعثماني.
عماد الدين الحمروني
باريس 25 أكتوبر 2016