أضيف بتاريخ: 02 - 03 - 2018
أضيف بتاريخ: 02 - 03 - 2018
في “حلب” قلنا لـ”أردوغان” كش مات، فمن القادم في الغوطة الشرقية؟! “ما قبل حلب ليس كما بعد حلب”، شعارٌ توّج به الرئيس الأسد إعلان الانتصار الحاسم على معركة الإرهاب في مدينة حلب، حمل معه مشهد انكسار وانهيار جميع الأحلام “العثمانية الغربية” على صخرة صمود الشهباء، وأفضى إلى إخراج تركيا “الأردوغانية” من معادلة حسابات المحور “الصهيو-أطلسي- الأميركي” في اقتطاع واجتزاء الشمال السوري وإبقائه ملعباً تركياً يرعاه مرتزقتها وأدواتها، قبل أن تأتي المعركة الحاسمة التي أرغمت “أردوغان” على النزول من عربة العدوان، لتجتره مرغماً إلى بيت الطاعة الروسي الإيراني قبل ان يناور من جديد على عفرين.
فماذا عن “الغوطة الشرقية” وأيُّ رهانٍ تشهده هذه الجغرافيا، بعد إعلانِ دمشق لكبرى عملياتها العسكرية لتحريرها من الإرهاب وما رافقها من ضجيج دولي دفع لعقد جلسة استثنائية بشأنها في مجلس الأمن لفرض هدنة مؤقتة تؤجل اكتمال النصر؟
لخصت عبارة مندوب سورية الدائم في مجلس الأمن الدكتور “بشار الجعفري” عندما قال: “ستكون الغوطة الشرقية حلب الثانية” بُعداً استراتيجياً هاماً لكل هذا الضجيج الدولي، ليس فقط لجهة ثقل الدعم الإقليمي والدولي الذي تتلقاه العصابات الإرهابية المسلحة داخل الغوطة الشرقية وإنما لجهة المشاريع الدولية التي استقدم لها كلّ هذا الدعم منذ العام 2011، حيث تجمع المنطقة العديد من الفصائل الإرهابية المسلحة تحت مسميات مختلفة يأتي في مقدمتها عدداً “جيش الإسلام” والذي يعد الذراع المتقدمة لكل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الصهيوني والذي ينطوي على العديد من الخبراء وضباط الاستخبارات من الدول الثلاث، الذين يشرفون على سير عملياته العسكرية وتوجيهها، لتوطيد مواطئ أقدام دولهم وتمكينها على خاصرة دمشق. في هذا الإطار أفاد مصدر عسكري سوري لموقع العهد الإخباري أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعمل على خطة لاستقدام الآلاف من المسلحين من منطقة “التنف” ووصلها من منطقة القلمون الشرقي مع الغوطة الشرقية تحت ضغطٍ جويٍّ تمهيداً لزيادة الضغط على دمشق، حيث الهدف النهائي هو إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في فوج النقل في “الشوفينية” داخل الغوطة الشرقية!
من هنا يتضّح مدى التصعيد الذي شهدته سماء العاصمة دمشق، إبان تصديها لآخر الغارات الصهيونية وإسقاطها لأحدث طائراتها الـ F16 الأمريكية الصنع باعتراف الكيان، والمكالمة الهاتفية المتوترة التي أجراها نيتنياهو مع الرئيس بوتين، وتوبيخ الأخير له وتحذيره من جرَّاء تكرار مثل هذه الاعتداءات على مناطق يتواجد فيها الجيش الروسي وفق ما ذكرت مصادر إعلامية، كما اتضِّح معالم التداعي والأفول والانهيار المرتقب لآخر مواطئ الدول الداعمة للإرهاب في الوطن السوري.
فإذا كانت معركة حلب قد مثلت سيناريو إخراج لـتركيا بتقويض وتقليص تمددها وإنهاء أثرها وتأثيرها في الشمال السوري، فلا شك بأن معركة تحرير ريف دمشق وتحديداً الغوطة الشرقية من العصابات الإرهابية المسلحة، سيشكل أكبر سيناريو إخراج “للعم سام” واستئصال لأهم أورامه الإقليمية والمحلية من المنطقة، التي بقيت تهدد أمن وسلامة العاصمة دمشق لسنوات طوال، وليس غريباً أن يصدر عن بعض الأصوات ممن شكلوا جسوراً للأمريكي في مطلع العدوان لاستباحة الوطن السوري أمثال ميشيل كيلو وغيره قولهم: بأن إنتهاء الغوطة الشرقية يساوي انتهاء “الثورة”، مما يعني انتهاء آخر معاقل التأثير الإستراتيجي على الدولة السورية. ونقول لتلك الأصوات ختاماً إن الغوطة لناظرها قريبة!
مهند ديب