أضيف بتاريخ: 01 - 03 - 2018
أضيف بتاريخ: 01 - 03 - 2018
أول أمس نشرت الصحافة الأمريكية تقريريْن عن القواعد الإيرانية المزعومة في سوريا، الأول: صور لأقمار صناعية، صورته شركة خاصة ونشرته قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، والثاني: تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” عمّا تسميه بقواعد الانتشار الإيراني في سوريا، وقد نشر كلا التقريريْن في الإعلام الإسرائيلي، حيث نقلت القناة 13 تقريرًا جاء فيه:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” خريطة، خلال الأسبوع الماضي، لتواجد القواعد الإيرانية في سوريا، أعادت من خلاله إلى جدول الأعمال الدولي سياسات التمركز الإيرانية في أنحاء سوريا.
وحسب الخريطة، هناك عشرات القواعد الدائمة للجيش الإيراني أو حلفائه المنتشرين في كل مناطق سوريا. الحديث هنا عن قواعد يشغلها مستشارون تكتيكيون تم إرسالهم من قبل الحرس الثوري، الذين يظهر قادتهم مرارًا وتكرارًا على خطوط جبهة القتال في الدولة. بجانب القادة والجنود، جلبت إيران معها لسوريا تكنولوجيا جديدة، مثل طائرات بلا طيار وتكنولوجيا التجسس.
ونشرت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية صورًا عبر الأقمار الصناعية، تُظهر مجالًا جديدًا يتم بناؤه على بعد 12 كيلومتر شمالي غربي دمشق. وحسب التقدير الاستخباراتي، الحديث هنا عن قاعدة عسكرية إيرانية جديدة يتم تشغيلها على يد وحدات سرية تابعة للحرس الثوري.
وحسب مسؤولي استخبارات غربية، يمكن بوضوح ملاحظة حظيرتيْن بيضاويتيْن كبيرتيْن في القاعدة، يُقدر أنهما قادرتين على تخزين صواريخ باليستية، قصيرة وطويلة المدى، والتي قد تهدد إسرائيل.
وكان مسؤول رفيع المستوى في القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط قد قال يوم أمس “أن إيران تعزز من عدد آلياتها عالية الجودة، ووسعت منظومة الصواريخ الباليستية في المنطقة”.
وحسب تقارير غربية، قصفت إسرائيل في شهر ديسمبر قاعدة جنوبي دمشق، مشابهة لتلك التي تم الكشف عنها عبر صور الأقمار الصناعية.
حسب خبراء متخصصين، في هذه المرحلة حولت إيران كامل جهدها لبناء بنى تحتية تشكل تهديدًا على إسرائيل، من أجل بناء جبهة موحدة مع حلفائها في العراق، لبنان، في حال اندلاع حرب. وأشار خبير آخر إلى أن “الهدف النهائي هو – في حال اندلاع حرب – تحويل سوريا لجبهة إضافية بين إسرائيل وحزب الله وإيران. إنهم يحولون هذه المهمة ليس فقط لهدف، بل لواقع”.
تقديرات المسؤولين الغربيين مخالفة للتصريحات الإيرانية، وأبرزها تصريح وزير الخارجية محمد ظريف في مؤتمر ميونخ للأمن، وحسب قوله “إيران ليس لديها قواعد عسكرية في سوريا”، وفي لقاء مع صحفيين في نهاية مؤتمر ميونخ قال ظريف “إيران لم ترسل لسوريا قوة عسكرية لأهداف قتالية، إيران مكتفية بإرسال مبعوثين عسكريين لجيش الأسد، ولم تنقل لأي منطقة قوات مقاتلة، خلافًا لادعاءات إسرائيل والولايات المتحدة”.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو تطرق بداية الأسبوع الماضي في مؤتمر ميونخ للتوتر على الحدود الشمالية في أعقاب تسلل الطائرة الإيرانية لمناطق إسرائيل، وهدد نتنياهو أنه إذا اقتضى الأمر فإن إسرائيل ستعمل ضد إيران نفسها وليس فقط ضد وكلائها. وقدّم نتنياهو خلال المؤتمر أمام الحضور بقايا الطائرة التي تمت السيطرة عليها من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، داعيًا وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف للتوقف عن إنكاره للتدخل في سوريا. وأضاف نتنياهو أن “إيران تواصل محاولة تجاوز الخطوط الحمراء. في الأسبوع الماضي وصلت لرقم قياسي جديد حين أرسلت طائرة إيرانية لمناطق إسرائيل وانتهكت الحدود. لن نسمح للنظام الإيراني بفعل ذلك وسنعمل لحماية الحدود”.
تقديرنا ان ما جاء في تقارير “نيويورك تايمز” و”فوكس نيوز” ليست إلا تقارير تم إعدادها في إسرائيل وتم إرسالها للنشر في الصحافة الأمريكية، وذلك لتسليط الضوء دوليًا على أولويات الأجندة الإسرائيلية ضد إيران، ومنح مصداقية للادعاءات الإسرائيلية وشرعنة أي عدوان، ولممارسة ضغوط على الدول الغربية لفتح الاتفاق النووي الإيراني.
ولجأت إسرائيل مرارًا لمثل هذا الأسلوب؛ أسلوب الكشف الإعلامي في الصحف الأجنبية قبل شن أي عمليات قصف، أي انها تمهّد لعدوانها في الإعلام ثم يأتي القصف، ومن غير المستبعد أن تكون إسرائيل تحضّر لعدوان جديد على سوريا؛ الأمر الذي سيجعل خطر الاشتعال في الشمال أمرًا محتملًا بمستويات كبيرة.