أضيف بتاريخ: 11 - 12 - 2017
أضيف بتاريخ: 11 - 12 - 2017
رغم الزخم الرمزي، ورغم اصرارنا على الدفع منذ اليوم الأول لقدوم السفير الأمريكي الجديد ومنذ أول تاهب ترامب ومن معه لاغتصاب القدس وفي الحقيقة حتى منذ قصف مطار الشعيرات السوري، الدفع نحو تعطيل المصالح الامريكية عن طريق سفارتها، رغم ذلك يبقى تجريم التطبيع في كل الأقطار العربية الأولوية الأهم بما لا يقارن من طرد كل سفراء أميركا من كل المنطقة العربية. بعدها لن تكون هناك أي مصالح للصهاينة إلا عن طريق الأمريكان. بالتزامن تاتي الخطوة التدريجية وهي تفكيك علاقات التبعية لأميركا حتى أدنى مستوياتها عن طريق المقاطعة السياسية والإقتصادية والثقافية والعسكرية والمالية.
في ما يخص تجريم التطبيع مع كيان العدو الصهيوني فامام التونسيين فرصة كبيرة ونادرة وغير مسبوقة لتجريم التطبيع هذا وتوجيه ضربة قوية جدا للكيان الإسرائيلي واللوبي الصهيوني العالمي وخلايا التطبيع النائمة والنشطة وعملاء الموساد السريين في تونس. وما عليهم إلا أن يكونوا بمئات الآلاف أمام مجلس النواب يوم يتم النداء لنقاش القانون والتصويت عليه إذا لم نقل الضغط الدوري من الآن.
اما في الموضوع الأميركي فلا بد من التعامل مع كيان الأمريكان كقوة احتلال غاشم وكمتعاون مع الموساد الصهيوني في التطبيع والاغتيالات السياسية. ولا بد من التعامل مع السفير الأمريكي الحالي في تونس المدعو روبنشتاين كمجرم حرب وهو كذلك فعلا. فما دخل بلدا إلا وخربه من العراق ولبنان إلى والكويت وتونس…الخ. لا بد من مقاومة أي وجود وأي وصاية عسكرية مباشرة أو غير مباشرة لتونس، بالخروج مما يسمى مذكرة الحليف الاستراتيجي من خارج الناتو. ولابد من اسقاط اتفاقية الضامن الأمريكي المالي لتونس. هذا ومن الضروري تفعيل المقاطعة الاقتصادية والثقافية للأمريكان. من الضروري أيضا الدفع نحو خفض العلاقات الديبلوماسية مع الأمريكان إلى أدنى مستوياتها.
لكل أن يختار أدواته وأسلوبه ويقوم بواجبه بمقدار ما يستطيع. فكل منا في الواقع يستطيع مقاطعة البضائع الأمريكية وكف التعامل الثقافي مع الامريكان وكلنا معا نستطيع الضغط لكبح الاحتلال الديبلوماسي لامريكي لبلدنا. هذا ما نأمل أن ينبني عليه ائتلاف سياسي-مدني بعنوان محور القدس في تونس. هذا رأينا والله ولي التوفيق.
صلاح الداودي