أضيف بتاريخ: 02 - 12 - 2017
أضيف بتاريخ: 02 - 12 - 2017
“الموت الذي يقتلنا، من فرط موتكم”. القتل الذي نموت، من فرط قتلكم. تستشهدون كل لحظة ولا نفعل سوى ترديد كلمات لن تظل حية سليمة بعدكم. الحقيقة لا تحيا وحيدة وليس للحقيقة حياة أخرى دون أهلها. لم نجع فعلا مثلكم. لم نمرض فعلا مثلكم ولم نمت أبدا مثلكم. ولكننا، نحن الذين نموت ونقتل، بينما تستشهدون.
المجهول الذي تفتح عليه “كلمة موت”، ولا تغلق. المجهول الذي يغلق نوافذ الموت على حياة لم تر شيئا في طفولتها. ماذا نعرف عنكم سوى ما نرى منكم وما نسمع عنكم. لا نعرفكم حقيقة وإنما نحبكم حقيقة، نحب أن تحيوا ونحب حياة حياتكم الأخرى. نحب شهادتكم التي تحرركم بأمل الأمل في أن تحررنا نحن أيضا من دمكم. نحبكم حقيقة لأننا زيف في مقبرة الحياة الدموية، ولانكم انتم الحقيقة. ولأن موتكم حقيقة، أنتم لستم الموت وإنما أنتم الحقيقة. نحن نعرف الحقيقة ونعرفكم. ولا نعرف الحياة ولا نعرف الموت.
انتم تعرفون من يقتلكم وتعرفون أن العالم يعرف ولا يفعل شيئا. نحن لا نستحق الحياة إذن. ولكن، قاتلكم لا يستحق الحياة.
صلاح الداودي