أضيف بتاريخ: 10 - 11 - 2017
أضيف بتاريخ: 10 - 11 - 2017
#إعلام_العدو
صحيفة “هآرتس” العبرية:
منذ عام 2006، كانت صراعات “إسرائيل” مع حزب الله وحماس هي أولا وقبل كل شيء حرب الصواريخ. ولكن حتى أكبر وأشدها ضررا – حرب لبنان الثانية في ذلك العام، عندما سقط 4000 صاروخ من حزب الله على “إسرائيل” خلال أكثر من شهر – لم تكن كارثية، من الناحية الاقتصادية.
وعلى الرغم من أن ثلث “البلاد” كانوا يسكنون في الملاجئ بسبب القصف وكذلك توقفت مجالات واسعة من الاقتصاد، إلا أن الاقتصاد تعافى بسرعة. و انتعش الناتج المحلي الإجمالي بعد هبوطه خلال أشهر الحرب.
وقد حدد هذا النمط للنزاعات التي تلت ذلك في أعوام 2009 و 2012 و 2014، في الحرب مع حماس.
بالرغم أن حماس كانت تمتلك صواريخ أقل عددا” وقوة من حزب الله ، قامت “إسرائيل” بتطوير نظام القبة الحديدية لاعتراضها، مما أدى إلى خفض تأثيرها.
الحرب القادمة لن تبدو على هذا النحو. الرقم الذي يستخدمه الجميع لترسانة صواريخ حزب الله هو حوالي 100000 صاروخ. وهذا رقم مستغرب، وربما يكون خاطئا، ولكن لا أحد ينكر أن حزب الله مسلح تسليحا جيدا، والأهم من ذلك أن العديد من صواريخه تحمل رؤوسا حربية أقوى بكثير وأكثر دقة مما كانت عليه في عام 2006. ترسانة حزب الله تشمل طائرات بدون طيار، وصواريخ أرض – بحر أيضا.
ومن جانبها، فإن “إسرائيل” أيضا تستعد. وقد استكملت القبة الحديدية، التي صممت لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، بإدخال منظومة مقلاع ديفيد ومنظومة “السهم 2″، المصمم لاعتراض صواريخ بعيدة المدى وصواريخ باليستية.
ولكن ضد هجمة الآلاف من الصواريخ، لا القباب، المقلاع أو السهام سوف تكون قادرة على توفير هذا النوع من الدفاع الذي تعود عليه “الإسرائيليون”. إن البنية التحتية والمجال الاقتصادي في “إسرائيل” معرضان للهجوم الصاروخي المحدود من حزب الله.
ومن الناحية الجغرافية، فإن “إسرائيل” بلد صغير لا توجد فيه مناطق نائية، مما يعني أن مرافق الطاقة الكهربائية والمياه تتركز في مناطق صغيرة. ويتم توليد أكثر من ربع الطاقة الكهربائية في موقعين فقط. ويتم إنتاج الغاز الطبيعي في حقل واحد في البحر ويتم تسليمه عبر خط أنابيب واحد. ويأتي جزء كبير من صادراتنا من محطة صناعية واحدة، لذا من المؤكد أن حرب صاروخية طويلة الأمد ستؤدي إلى توقف الأعمال.
في عام 2006، هذا ما حدث في الشمال، ولكن هذا كان جزءا” صغيرا” ونسبيا” من الاقتصاد؛ من المؤكد أن الحرب المقبلة ستشمل تل أبيب. وسوف نضطر إلى إغلاق المصانع وسوف تتأخر الطلبات؛ لن تتمكن مراكز البحث والتطوير المتعددة الجنسيات من الوفاء بجداولها الزمنية؛ ستعلق شركات الطيران رحلاتها إلى “إسرائيل”؛ والخدمات الأساسية مثل الخدمات المصرفية يمكن أن تتوقف.
ستكون الأضرار المادية مكلفة بما فيه الكفاية، ولكن إغلاق الاقتصاد والتغطية الإعلامية قد يكون أسوأ بكثير.
في أسوأ السيناريوهات، فإن “إسرائيل” بعد الحرب لن يراها المستثمرون والشركات العالمية كمكان آمن لإستثمار أموالهم وعقد الصفقات. تخيل “الأمة الناشئة” دون تدفق مستمر من رأس المال عبر الحدود وعمليات الاندماج والاستحواذ، “أرض الأحلام” في السنوات الـ 11 الماضية سوف تختفي في غضون أيام أو أسابيع.