أضيف بتاريخ: 06 - 11 - 2017
أضيف بتاريخ: 06 - 11 - 2017
في الأيام الماضية استضاف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ندوة حوارية محورها حزب الله وكيفية الحيلولة دون نشوب حرب ثالثة في لبنان. كان ذلك يوم 25 أكتوبر المنصرم. شارك فيها حسب ملخص مركز الدرسات الأمريكية والعربية ثلة من “ألمع” القيادات العسكرية الغربية على غرار رئيس الأركان السابق للجيش البريطاني ريتشارد دانات قائد وحدة الإرهاب الدولي في المخابرات البريطانية وريتشارد كيمب رئيس هيئة الأركان الألمانية ورئيس اللجنة العسكرية في حلف الناتو. تم تباحث مراكمة حزب الله لخبرات قتالية كبيرة وقدرات استراتيجية هامة جعلته يصبح الآن “أقرب إلى قوة عسكرية موحدة مع هيكلية وتسلسل واضح للقيادة”. وتم التشديد على أنه يتعين على “الغرب ادراك أن حزب الله أصبح يشكل تهديداً كبيراً، ليس على إسرائيل فحسب، بل على الشعب اللبناني أيضاً.” اعتبر الحضور أنه من الضروري “تحذير دول الغرب مجتمعة بأنه آن الآوان لتعديل سياساتها نحو لبنان والإقرار بأنه لم يعد منفصلاً عن حزب الله، وإذا فشل في ذلك فإن الخطر سيزداد”. وخلصوا إلى انه “ينبغي على إدارة ترامب التصريح بأنه يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها في أعقاب هجمات حزب الله وعلى الدول الاوروبية إدراج الحزب ككل ككيان ارهابي”. نورد هذا الملخص لسبب جوهري هو ان لهذا الكلام حسب رأينا صدى واضح في نص الاستقالة الذي قرأه الحريري أمام كاميرا العربية في المملكة السعودية. ونعتقد أن مجرد التقاط نتنياهو للفرصة لتقريظ ما جاء على لسان الحريري واطراء ما أقدم عليه ثم تعبير وزير الحرب في كيان العدو الصهيوني عن وجاهة موقفه المتطابق مع موقف الحريري والراعي السعودي، وجهوزية جيش الإحتلال لما نترجمه بتبني سياسة السعودية في لبنان، نعتقد ان مجرد ذلك يؤكد على نفس مضمون العداء وأي عدوان مؤجل بمقتضى حسابات معروفة بوجه عام ودقيقة التعقيد في التفاصيل.
اما في الجانب المتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران، فلقد رحبت مؤسسة هاريتاج، حسب نفس المصدر المذكور أعلاه، بإعلان الرئيس الأميركي استراتيجيته الجديدة للتصدي لإيران. ومرد هذا الترحيب “كونها توفر قدرا يسيرا من الأمل في استعداد الولايات المتحدة للانخراط في الدفاع عن منطقة الخليج”. مستدركة بالقول أن ذلك “يتطلب إدراك الساسة الاميركيين أن الإتفاق النووي لم يكن يرمي لكبح جماح إيران بل لكبح جماح الولايات المتحدة.” “وشدد على أن إعادة تفعيل نظام العقوبات، بعد الاتفاق النووي، يتطلب “مساندة الدول الاوروبية”. نذكر ذلك للإشارة إلى أنه لا يجب نسيان موقع ما يسمى الاستراتيجية الأمريكية الجديدة حيال إيران في مستواها الإقليمي وفي علاقتها بالكيان الإسرائيلي وخصوصا في موضوع الصواريخ البالستية، وما تعليق ترامب على خطورة القوة الصاروخية اليمنية، التي يسميها ايرانية، على بيته السعودي إلا تأكيد على هذا الاتجاه في المعطيات وفي التحليل.
وعلى ذلك، يتحتم علينا عدم النظر إلى جزئية قضية الحريري سعوديا ولبنانيا وأمريكيا إسرائيليا ولا جزئية حلقات انقلاب بن سلمان داخل هيكل المملكة في نفس الأبعاد، بمعزل عن الاستراتيجية الامريكية-الصهيونية-الخليجية الشاملة والتي يراد حشد وحشر أوروبا فيها لإطلاق مرحلة جديدة من العدوان على اليمن وعلى محور المقاومة عامة بإضافة استهداف قائمة أنصار الله وإضافة حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وحركة النجباء إلى اللائحة.
ضمن هذا المنظور بات من الضروري التأكيد على التالي:
1- إن عنوان مكافحة الفساد والإرهاب في المملكة ليس أكثر من إبرة تخديرية إعلامية يستخدمها بن سلمان كمسوغ لتمرير ما يريده ترامب وفقا لما يريده لنفسه كمتفرد على عرش المملكة
2- كون هذا الملف ممكن التلخيص تحت عنوان حملة تريليونية ترامبية – سلمانية لتمويل استراتيجية أمريكا المتجددة ضد محور المقاومة
3- كون إعادة إنتاج نظام الحكم داخل المملكة ضرورة إقليمية أمريكية-صهيونية لا علاقة لها بإرادة سياسية سعودية ذاتية في الإصلاح والاستقرار والتوازن الإقليمي على قاعدة تسويات استراتيجية وتحقيق بيئة إقليمية تسمح بتنفيذ ما يسمى رؤية 2030 بنجاح
4- كون ما وقع للحريري بوصفة يدخل ضمن هذه الضرورة، إعلان سعودي للاغتيال الناعم للحريرية اسوة بالاغتيال السريري لهادي بهدف إنتاج تجربة عدوانية صقورية ناجحة في لبنان لتفادي الفشل الذريع في اليمن
5- أن كل هذه المسرحية التي ستكون لها ارتدادات كبيرة قريبة ومتوسطة المدى في المملكة بالذات تنهل من مسرحية الانقلاب التركي وتعمل على تلافي أي نتائج وخيمة تعرقل المشروع الأمريكي في السعودية مثلما حصل في تركيا
6- من المرجح ان يتم تدويل قضية الحريري على مستوى الحلف المعادي لمحور المقاومة وعلى مستوى مجلس الامن والامم المتحدة