أضيف بتاريخ: 05 - 11 - 2017
أضيف بتاريخ: 05 - 11 - 2017
– محمد صادق الحسيني-
استقالة الحريري ليست فعل لبناني بل حركة سعودية في ملعب الدرعية و ليست صاعقة ولن تكون ، ولا رسالة لاي طرف لبناني او اقليمي ، ولا علاقة لها بلقائه بالسيد علي اكبر ولايتي لا من قريب ولا من بعيد ، بل ان الرجل كان يظن انه من خلال هذا اللقاء يمهد للتطبيع مع عواصم المنتصرين في الحرب السورية ، ولم يبلغه احد من معلميه بان اللقاء غير مرغوب فيه ، ولا احد اعترض على اللقاء …!
ثم ان كل ما جاء في كتاب استقالته الذي تلاه مسجلا بالفيديو ما هو الا جزء من تسديد فاتورة خلع عبائته اللبنانية واستعادة دور الرعية في مملكته الاصلية حتى يحاكم سعودياً وتنفذ التعليمات الامريكية باخراجه من المشهد السياسي اللبناني لان تاريخ “صلاحية الدواء” الذي كان يمثله قد انتهى ولابد من اقفال ملفه في بيروت وفتح ملف جديد للرئاسة الثالثة في لبنان…!
نعم سيحاول الرعاة السعوديون لما تبقى من دواعش السيادة والاستقلال والحرية توظيفها في محاولة لاشغال وارباك الحزب ومحور المقاومة املا بتاخير اعلان الهزيمة المدوية لهم والنصر المظفر للاسد وحلفائه..
في هذه الاثناء فان المعلومات المتداولة في الكواليس فان ضابطا كبيرا في السي اي اي كان قد زار لبنان الخميس الفائت في طريقه الى دمشق لمقابلة رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك ابلغ من يعنيهم الامر في لبنان ممن رافقوه حتى الحدود بان تحولا مهما في طريقه للوقوع في بلدكم..!
سعد الحريري اذن ان افلت من العقاب السعودي بسبب تورطه في ما نسب اليه من تهم فساد وتبييض اموال حسب المزاعم السعودية فانه يكون قد حصل على تقاعده من الامريكيين كنتيجة طبيعية لخسارة فريقه في الرهان اكثر من مرة على هزيمة الاسد وحلفه المتين في المشهد الدمشقي الشهير …!
واما تعقيبا على ما يتم تداوله في وسائل أعلام سعوديه اومسيطر عليها من السعوديه حول احتمالات قيام الكيان الصهيوني بشن حرب ضد حزب الله ، وبتمويل سعودي ، في إطار جهود الولايات المتحده للضغط على ايران ومحاولة احتواء نفوذها في “الشرق الأوسط ” فقد علق احد اهم الخبراء العسكريين في المعهد الملكي البريطاني ، Chatam House على ذلك بما يلي :
١) ان طبول الحرب التي اجبر الحريري على قرعها ،تحت تهديد السلاح ، من الرياض ، ليست سوى أصوات طبول جوفاء دقها له السبهان المكلف بهذه المهمة الهدف منها خدمة إجراءات بن سلمان الانقلابيه في الرياض . اي هي جزء من الصراعات المحتدمة داخل عائلة ال سعود.
٢) اما عن السبب الذي يدفعنا الى الجزم بعدم توفر الظروف الملائمة لقيام العدو الصهيوني بشن اي هجوم عسكري ضد حزب الله هو ان الاميركي لا يستطيع الدخول في مغامرة عسكريه قد تتطور الى مواجهة إقليمية كبرى ستسفر عن تدمير المصالح الاميركيه في غرب آسيا ، اضافة الى ان الامريكي والاسرائيلي يعلمون تماماً ان اي هجوم ضد حزب الله سوف يؤدي الى قيام قوات الحلف بالسيطرة الفوريه على كل شمال فلسطين من بيسان شرقا ( بالقرب من نهر الاردن ومقابل مدينة أربد الاردنيه ) وصولا الى حيفا غربا ( على المتوسط ) وحتى الحدود اللبنانيه ، اي ليس فقط الجليل وانما الجليل الى جانب وسط فلسطين…!
وهذا يجعل تل ابيب مدينة ساقطة عسكريا خاصة وان الإسرائيليين غير مؤهلين للعيش تحت التهديد العسكري المباشر …!
هذا ناهيك عن نتن ياهو ورهطه المتطرف نفسه يشعرون بانه لا يزال لديهم بعض من القدرة على التهديد في الحرب ، ولا يريدون المخاطرة بها الان في حرب غير مضمونة النتائج قطعاً، لانه في هذه الحالة سيخسرون حتى هذه القدرة مستقبلاً..!
موازين القوى لم تعد تميل لمصلحتهم لذلك هم محتاطون جداً ويعولون كثيراً على تقدير الموقف الذي يسمعونه او يصلهم من عدوهم الاخطر والاهم والذي يحسبون له كل حساب اي السيد حسن نصر الله ، اكثر مما يسمعونه من مغامرين هواة دخلوا ساحة العمل السياسي حديثا ، ومن باب بورصة الدرعية وحرب اليمن الخاسرة وجغرافيا ما بعد الربع الخالي ..!