أضيف بتاريخ: 09 - 08 - 2017
أضيف بتاريخ: 09 - 08 - 2017
الخبر:
أنهى الجيش الوطني الشعبي برامج التدريبات والتمارين القتالية والمناورات السنوية، قبل أيام، بالمناورات التي نفذتها قوات برية وجوية في القطاع العملياتي لتندوف. وتكشف التدريبات والمناورات المكثفة التي نفذتها قوات النخبة في الجيش الوطني الشعبي عن القراءة الاستراتيجية للأحداث السياسية في الإقليم وفي الداخل الجزائري، فما هي المخاطر التي تتوقعها قيادة الجيش الوطني الشعبي والتي تحضّر لمواجهتها.
شهدت السنوات الست الأخيرة أو السنوات التي أعقبت حرب ليبيا في عام 2011، زيادة مضطردة في المناورات والتمارين القتالية التي نفذتها مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، ومن خلال متابعة أكثر من 22 مناورة وتمرين قتالي نفذته قوات برية وجوية وبحرية جزائرية في الفترة بين منتصف عام 2011 ومنتصف عام 2017، يتبين أن الجيش الجزائري يتدرب بشكل مباشر على أجواء مواجهة قوة عسكرية أجنبية تهدد الجزائر، القراءة الإستراتيجية للقيادة العسكرية تظهر من خلال المناورات متأثرة بشكل كبير بالعدوان الذي تعرضت له دول عربية مثل العراق وليبيا، ولهذا ركزت القيادة على الحصول على أحدث منظومات الصواريخ المضادة للطائرات، من نوعي بانستير وأس 300 وصواريخ ياخونت المضادة للسفن وهي أسلحة دفاعية. وتتفق هذه العقيدة الدفاعية مع تأكيد قيادة الجيش الوطني الشعبي، على مبدأ عدم خوض أي حرب خارجية وعدم إرسال جندي واحد خارج الحدود.
وفي مناورات “مجد 2017” التي أشرف عليها الفريق أحمد ڤايد صالح في إقليم الناحية العسكرية الثالثة، في شهر جويلية 2017، تضمن التمرين القتالي تصدي قوة برية وجوية جزائرية لعملية اختراق للحدود تنفذها قوة برية معادية، نفس السيناريو تضمنه تمرين قتالي تم تنفيذه في شهر ماي الماضي بالرماية الحية في الحدود الشرقية في مواجهة الجارة ليبيا، حيث تضمن هذا التمرين تصدي قوة برية وجوية جزائرية لعملية اختراق تنفذها قوة معادية للحدود الشرقية للجزائر، وهو نفس السيناريو الذي تم تنفيذه من قبل قوات مختلفة تنتمي لأسلحة المدرعات والقوات الخاصة والمشاة والدفاع الجوي عن الإقليم، في أعوام 2013 و2014 و2015 و2016، ويقول الخبير الأمني، الدكتور بن يونس عبد الهادي: “بالنسبة لأي جيش نظامي في العالم، فإن التدريبات وخطط المناورات والتمارين القتالية تنطلق من قاعدة أساسية وهي توقعات الحرب المقبلة أو على الأقل التهديد الذي تتوقعه القيادة العسكرية والسياسية في البلاد”. وأضاف المتحدث “أنا أرى أن برامج التدريب والمناورات التي تنفذها القوات العسكرية الجزائرية لها شقان مهمان: الشق الأول هو الرسائل السياسية التي ترغب القيادة السياسية في الجزائر في إرسالها للخارج والداخل عبر التأكيد على جاهزية القوات العسكرية، لأي طارئ. الشق الثاني هو التدريب لمواجهة احتمالات الحرب، وهذا التدريب يكون مبنيا على أساس توقعات أجهزة المخابرات للتهديدات المستقبلية التي ستتعرض لها البلاد”. وأضاف “وبما أن الجيش الجزائري اكتسب خبرة قتال طويلة تمتد لربع قرن في مواجهة حرب العصابات، فإن الضرورة تفرض على هذا الجيش أن يركز أكثر على تدريب وحداته الرئيسية على الحروب الكلاسيكية من أجل سد الفجوة التي فرضتها حرب ضد الإرهاب استمرت 25 سنة”.