“تغريبة” بني ترامب. الوداع مع سورية والعراق. إلى “الازرق” در.. !

أضيف بتاريخ: 08 - 08 - 2017

– محمد صادق الحسيني –
خطوة حمقاء ستعجل من اشعال حرب التحرير الثانية وتجبر الامريكيين التعجيل بالهروب تحت النار وليس بغطاء روسي لطالما سعوا اليه…!
ليس مفاجئاً ابدا ان تقصف قوات الاحتلال الامريكي كتائب سيد الشهداء بالذات في هذه اللحظة المفصلية التي يمر بها الهجوم الاستراتيجي الكبير لجيوش محور المقاومة فهذه الكتائب ومعها كتائب اخرى معروفة من الحشد الشعبي كان لها دورا أساسيا في وقت مبكر على إجبار الجيش الاميركي الغازي للانسحاب من العراق عام ٢٠١١م وهي التي أسست لذلك بمقاومة سرية ثابتة الخطى منذ ٢٠٠٣ كان لسورية الاسد دورا حيويا فيها وعليه فإن هذه الكتائب تعرف طريقها لإجبار جنود الاحتلال الاميركي على الهرب من العراق مجددا كما فعلت في الماضي…!
ووفقا لقائد مخضرم من الحشد الشعبي موجها كلامه للامريكيين الغزاة :
سنخرجكم تحت النار مهما راوغتم وتحايلتم وكلما قمتم بأعمال قصف إجرامي ضد المدنيين والعسكريين في العراق وسورية ستزداد العقوبة ضدكم وخسائر قواتكم الغازية ستزداد اكثر فاكثر…
ولن نسمح بان يكون لكم دور في تحديد مستقبل العراق ولا المنطقه العربية كما تتمنون وتشتهون…!
فنحن اصحاب الارض واسياد الميدان وما عليكم سوى الاستسلام والهرب مهزومين…
نعرف تماماً انكم تقصفوننا الان ترضيه لإسرائيل بعد رضوخكم مكرهين على وجود المقاومه في الجولان واستسلام الخليجيين للأمر الواقع في الميدان السوري تحديدا والمسالة السورية بشكل عام …!
كما اننا نعرف تماما بانكم تلجأون لهذه الاعمال الجبانة لان قوات الجيش العربي السوري والمقاومة في سورية تتجه بخطى متسارعة للوصول الى البوكمال لأهميتها في موضوع السيطرة على الحدود ، وحكام الطوق عليكم في التنف وان هذا التقدم سيترافق مع عملية تحرير تلعفر واندفاع قوات الحشد جنوبا للسيطره على راوه وعانه ومن ثم القائم لإنهاء وضع الحدود كليا وترك جنودكم الغزاة في التنف تاكلها الجرذان ….
وان هذا الامر يغيضكم ويثير حنقكم جدا..
واما بخصوص بيان داعش بانها هي من قصفت فهذا هراء لان داعش لا يتوفر لديها أسلحه بهذه الفعاليه والعمليه أوضح من الشمس ولها هدف سياسي واضح يتمثل في التالي :
١) منع القوات المسلحه العراقيه ، بما في ذلك الحشد الشعبي ، والجيش السوري وحلفائه من استكمال السيطره على الحدود العراقيه السوريه.
٢) تقييد حركة القوات المسلحه العراقيه باتجاه تحرير راوه وعانه والقائم والعمل قدر الامكان على توفير امكانية سيطرة قواتكم الامريكيه الغازية بالتعاون مع داعش على مدينة القائم خاصة بعد التقدم السريع الذي تحرزه القوات السوريه وحلفائها في محاور الباديه واحتمال تحريرها لمدينة القائم السوريه.
٣) محاولة تحقيق مكاسب تكتيكيه ،في ظل التراجع الاستراتيجي الاميركي في المنطقه ،لاستثمارها لاحقا عندما يحين وقت التفاوض حول الحل السياسي في سورية. وذلك في محاولة لحجز بعض المقاعد لعملائكم السوريين في التشكيل السوري الجديد بعد الحرب…!
٤) وقف عمليات تضييق الخناق اكثر فاكثر على قاعدتي التنف والزقف والذي تنفذه القوات المشتركه لحلف المقاومه . اي ضمان انسحاب لاحق من هذه القواعد بموجب ترتيبات متفق عليها وليس انسحابا تحت النار…!
لقد قلنا قبل اشهر ان الهجوم الاستراتيجي لمحور المقاومه وعلى امتداد ساحات المعركة ، من باب المندب مرورا بالعراق وصولا الى سورية ولبنان، سيجرف كل قوى العدوان الصهيواميركي في المنطقة العربيه.
ومن ضمن قوى العدوان وأدواته في المنطقه ، القاعدة الإنجلوسكسونية الرجعيه العربيه في التنف وقاعدة عين الأسد في العراق وقاعدة المفرق الجويه في الاردن اللاتي كان يفترض بها العمل للسيطرة على كامل الحدود الاردنية السوريه والسورية العراقيه ، من جنوب الجولان وحتى شمال تلعفر في العراق ، وذلك لإقامة منطقة عازلة لحماية امن اسرائيل …!
ولكن نجاح الجيش العربي السوري في الاستمرار بهجومه الاستراتيجي ومواصلة قواته في الاندفاع شرقا في عمق الباديه وصولا الى الحدود العراقيه السوريه وملاقاته الجيش العراقي والحشد الشعبي على الحدود المشتركه بين البلدين ، متجاوزين قاعدة العدوان في التنف لا بل مطوقين لها بالكامل مما جعلها تفقد اي دور محتمل لها في تنفيذ المهمه التي كانت مرسومة لها والمتمثلة في السيطرة على كامل الحدود بين الاردن وسوريا والعراق.
إذن فقد وجدت قيادة المنطقه الوسطى في الجيش الاميركي وبعد هروب من كانت تدعي ان وجود تلك القاعده مرتبط بتقديم ” الدعم اللوجستي ” لهم لتمكينهم من محاربة الاٍرهاب . وهنا نعني العصابات التي يطلق عليها مغاوير الثوره واسود الشرقية وغير ذلك من مسميات والذين تم تدريبهم في الاردن لمقاتلة الجيش السوري وحلفائه وليس لمحاربة الاٍرهاب الذي ترعاه الولايات المتحده وإسرائيل.
نقول ان قيادة المنطقه الوسطى الامريكيه وجدت نفسها مضطرة لبدء اتخاذ الإجراءات والترتيبات الضروريه للهروب من الحصار الاستراتيجي الذي فرض على قواعدها سواء في التنف السوريه او عين الأسد العراقيه. وهذا ما يقوم الطرف الروسي بالعمل على ترتيبه وبناء على طلب أميركي رسمي كي لا تضطر تلك القيادة ان تسحب وحداتها ومعداتها تحت وابل نيران المحور المقاوم من هذه القواعد كما من قواعد اخرى في سورية والعراق.
فبعد توالي الانتصارات الكبرى بات امرا جلياً لكل مراقب بانه لن يبقى مكان لقوات الغزو الاميركيه ولا التركية سوى الهروب تحت جنح الظلام تحت غطاء روسي وأما الطرد تحت النار وهزيمة مزلزلة على أيدي قوات تحالف المقاومه الإيرانية العراقية السورية اللبنانيه.
هذا هو الواقع الحقيقي وهو الذي دفع صحيفة ” اكزاماينر ” The Examiner الامريكيه تنشر خبرا قبل ايام تقول فيه ان القياده العسكريه الاميركيه تفكر في تفكيك قاعدة التنف.
القياده الامريكية اذن تبحث عن طريق هروب يحفظ لها ماء الوجه.
اما ما يجري على الارض بين الاذناب والاتباع الصغار وكيف يريد السيد ان يستغلهم من الان الى حين الهروب الاستراتيجي الكبير فنقول كما سبق و
قلنا قبل أسابيع انه :
اولا : الولايات المتحده قامت في العراق بنقل قيادات وعناصر داعش بمروحيات امريكيه الى قاعدة عين الاسد والى راوه وعانه والقائم.
ثانيا : ان داعش وبالتنسيق مع القوات الامريكيه نقلت عددا كبيرا من عناصرها الى منطقة عكاشات وأنها تعد العدة بتحركات هجوميه.
ثالثا : ان داعش وبالتنسيق مع الأمريكيين تستعد لشن هجوم كبير انطلاقا من عكاشات بهدف استعادة السيطره على جزء من طريق طريبيل وكذلك على معبر الوليد. ولتعزيز سيطرتهم على تلك المنطقه التي تحوي مناجم اليورانيوم.
رابعا : ان الولايات المتحده ستصعد نشاطها الهادف الى السيطرة على القائم لإفراغ النجاح الاستراتيجي لمحور المقاومه في السيطرة على قسم من الحدود العراقيه السوريه ، من أهميته .
خامسا : ان الولايات المتحده تعمل وبالتعاون مع الأردن على استخدام بعض عناصر أبناء الأنبار في تشكيل قوى محليه لمواجهة الجيش العراقي والحشد الشعبي في الأنبار .
نعود ونقول بان عملية الفجرالغادرة لقوات الغزو الامريكي لا تعدو عن كونها محاولة اشغال او ارباك للهجوم الاستراتيجي السوري العراقي الكبير …
وكما يعتقد المراقبون فان الجانب العراقي الرسمي سيتجنب الرد على العملية بشكل واضح ومباشر نتيجة تعقيدات الوضع العراقي المعروفة…
لكن بالمقابل ثمة من يرى بضرورة ان يقوم طرف ما من المقاومة بما يلي :
١) برد مباغت وقاس يشمل كافة القواعد الامريكية في العراق وبكافة الوسائل العسكريه المتوفره.
٢) يجب قطع الطريق على اعمال الخيانة السياسية من قبل عملاء اميركا والسعوديه المباشرين او ممن سوّلت لهم انفسهم التلاعب بمستقبل العراق وافهامهم بكل حزم بان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء مرة اخرى لا بالمال الحرام ولا بعقد التحالفات في غرف الظلام …
جيوش ترامب المحاصرة بمايسمى بمراكز الارتكاز تعيش حصاراً مراً ولم يبق امامها الا الرحيل الى قاعدة الازرق الاردنية اي من حيث اتت ، هي ومن معها من الاذناب، بعد ان حانت ساعة استقلال العراق وسورية الثانية..!
والعراقيون الاشاوس من جيل الحشد المقدس يعرفون متى وكيف يلقنون هؤلاء الغزاة من الكاوبوي الامريكي درسا قاسيا سيخرجهم هذه المرة من العراق مرة والى الابد ..
كل الكتائب الان يدهم على الزناد ولسان حالهم يقول:
ردي على البارود بارود