أضيف بتاريخ: 27 - 09 - 2016
أضيف بتاريخ: 27 - 09 - 2016
فكر تحريري
نعيش اليوم عصر التكفيريين الجدد ونعيش واقع الإقصاء ورفض الآخر فيحصر الإسلام في حركة الإخوان أو رجال الدين وتحصر القومية العربية عند الناصريين أوالبعثيين وتحصرالوطنية عند الليبيراليين وتحصر الحداثة عند التقدميين! ما بعد 2011 ليس كما قبله، إنفضح المستور وبانت العديد من الحقائق و أهمّها سقوط النخب وعجزها عن إدارة الصّراع وتحقيق السيادة الوطنية والريادة القومية وتشخيص المصالح العليا للشعب .حركة الثورة قام بها المستضعفون والمحرمون من أجل حريتهم وكرامتهم وهويتهم ضد الإستعمار وضد الإستبداد وضد البورجوازية المترفة. جيل الثورة هم أبناء جيل حرب التحرير الأولى ضد العثمانيين وضد الاسبان وضد الفرنسيين أما نخب اليوم فهم أحفاد نخب الأمس، العميلة التي صنعها المستعمر في منتصف القرن التاسع عشر ومازالت وفية لسيدها الرجل الأبيض المتصهين وللأعرابي الثري وكيل الشيطان الأكبر وربما غدا للرجل الأصفر الآتي من بحر الصين!! الإسلام هو إسلام الرفض والمقاومة، والقومية هي إنتماء إلى الأرض والتاريخ والثقافة وليست عرقا أو إيديولوجيا يتستّر من ورائه مشاغبون لا يتقنون إلا صناعة الديكتاتور بعنوان فاجر وهو “المستبد العادل”. والوطنية هي إنتماء لشعب ذا سيادة وهوية، فلا سيادة دون قوة عسكرية ولا سيادة دون إقتصاد مستقل ولا سيادة دون ثقافة ذات أصالة وهوية جامعة، أمّا الحداثة فهي من صنع حركة الزمن والكفاءة والإنفتاح، فلا حداثة دون ضوابط أخلاقية ولا حداثة دون إستقلال وطني ولا حداثة دون إنتماء حضاري. الثورة الحقيقية اليوم هي في إعادة تشكيل الوعي الوطني والقومي بحسب واقعنا الجديد والوقوف أمام قوى الردّة والرجعية مهما كانت من اليمين أو من اليسار لتجاوز أحزاب خردة التي لم تستطع يوما صناعة إستقلال ولا بناء قوة.
سيد عماد الدين الحمروني- شبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية.