أضيف بتاريخ: 11 - 08 - 2016
ليس صحيحا أن معركة حلب ستبقى مفتوحة لوقت طويل وعلى كل الاحتمالات. وليس صحيحا أن الحرب الإرهابية الكبرى ستبقى مفتوحة لوقت طويل وعلى كل الاحتمالات، إلا إذا تجاهلنا كل السيناريوهات التي دار حولها الصراع وكل المخططات التي تجاوزناها وكل المخططات التي تتم مواجهتها الآن من ادناها حول ممر إلى أقصاها حول خريطة بأسرها ومن قذيفة إلى المجيء بجهنم على ما عرضه السماوات والأرض والمجيء بجيش جهنم وطوله السماوات والأرض وتخيل موجات تشكل زمنا جيولوجيا جديدا يخترع بثلاثية علم التنجيم وعلم نشأة الكون وعلم الفلك وبايادي ثالوث الشيطان الانتحاري والدجال المقتحم والنبي الانغماسي.
لن يكون ذلك إلا إذا تجاهلنا أيضا كل المتغيرات وتجاهلنا كذلك وجود دولة اسمها سوريا وتجاهلنا حلفاءها وتجاهلنا أطراف العدوان المقابل وتجاهلنا البشر والتاريخ وتناسينا أن لا أحد يمكنه القبول بالانتحار حتى النهاية وبالخسران حتى النهاية، الا إذا كنا قد دخلنا مرحلة من الشعوذة الإستراتيجية وتغلغلت فينا الروح الانتحارية الإرهابية إلى درجة لم تعد مدركاتنا مستعدة للقبول بالخروج من هذه المحنة الكبرى. هذه سمة أخرى، ليس من تفوق داعش على نخب الاستعمار هذه المرة كما كتبنا سابقا وإنما احتدام انتشار الخيال الداعشي الطوعي واحتدام درجة الحمى الداعشية والانفصام الداعشي لنخب الاستعمار التي تتساوى مع الإرهابيين في خلق عدد لا يحصى من الأوهام والخيالات الجيوسياسية لضرب نوع من الطوق الوهمي على العقول أو تطويقها بالكوابيس.
نحن نتابع ككل مهتم جاد سير المعارك وما قبلها وما بعدها من معطيات ومن نتائج ونتابع بشكل جاد عمل آلاف الرجال والأدمغة في الميدان وفي السياسة وفي العلم وفي الإعلام. وإن الحاحنا على تسمية ما يجري تماهيا واعيا بين نخب الاستعمار وحطب داعش الاستعماري له مرد واحد ويدل عليه شيء واحد، مرده أن نفس آلة استعمار العقول هي التي تحرك هذا وذاك وبدليل أن خرائط التقسيم القديمة والجديدة الاستعمارية والداعشية يتدحرج أو ينجر طيف واسع من المحللين والإعلاميين إليها فيقع في معجم الغرب الاستعماري ويتسبب بشكل خطير وكارثي جدا في شحن هؤلاء ومن يتعاطف معهم بدماء وأوهام وجرائم جديدة ويتسبب بشكل خطير ومقيت في توهين وإحباط عدد كبير من المناصرين وحتى من المحيدين.
يشترك هؤلاء كلهم في فكرة التقسيم ويصرون على متابعة الترويج إليه سواء تصاعد العمل عليه أو تراجع. وتتراوح هذه الأوهام الجيوسياسية بين الأقاليم والفدرلة والكانتونات والكوريدور والمنطقة العازلة والجدار والشريط…الخ.
ومن باب تحصين المعركة واقعا ونتيجة وتخطيطا وتنفيذا، لا مناص ولا بديل عن الكف عن هذه الأوهام وتوحيد توجيه العقول والسواعد إلى وحدة الجبهة ووحدة المصير بالانتصار الساحق الفعلي في زمانه وبضروراته ولا شيء آخر.
هذا الهوس المبالغ فيه بالمكان والزمان وصراع الروايات والخيالات بكل ما فيها من تقنيات إخراج ومسوغات استيهام، وهذا الولع المبالغ فيه بالتوقعات والمفاجات…إلخ. يجب أن يتوقف فورا بطريقة ما.
صلاح الداودي – نشر في شاهد نيوزبتاريخ 08 أوت 2016