أضيف بتاريخ: 11 - 08 - 2016
أضيف بتاريخ: 11 - 08 - 2016
“لقد حانت ساعة الاشتباك”. بلال كايد
نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ندوة دولية في تونس عنونها “إستراتيجية المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الابرتايد”، وذكر أن المشاركين منخرطون في المقاطعة. تعرضت هذه الندوة إلى عدة انتقادات واعتراضات من عدة أطراف وإلى رفض ميداني بحكم أنها لا يمكن أن تعبر حقيقة عن المقاطعة من جهة ومن جهة أخرى ترتبط بعزمي بشارة والمحور الذي تنتمي إليه قطر المطبعة مع كيان الاحتلال الاقتلاعي الاحلالي المغتصب. ومهما يكن تحفظنا عليها ومهما يكن موقفنا من بعض المشاركين يهمنا أن نلاحظ ما يلي:
1- سيؤدي عمل مثل هذا إلى ترثيث وتمريغ وإفساد وتتفيه عمل المقاطعة والمحاصرة والتجريم المقاوم.
2- تندرج هذه الندوة في إطار ما يسميه الصهاينة الحل العربي الشامل وتهدف إلى حشد الناس ضمن ما يسمى المبادرة العربية والمصرية وإلى غير ذلك.
3- لا يمكن الثقة البتة بمركز قطر وإعلام قطر في هذا الصدد خاصة وأننا نعتقد أنها تأتي في سياق الضغط للتعمية والتضليل ومحاولة سحب القضية من جوهرها المقاوم.
4- نحن لا نعرف مركز دراسات واحدا يعتد به ويوثق فيه في المنطقة العربية وخاصة في فلسطين ولبنان وسورية قبل أو يقبل أو تعامل أو أطلق موقفا إيجابيا من اتجاهات عزمي بشارة ومن معه بل العكس صحيح، وبوضوح تام هنالك تقابل جبهات مؤكد حول القضية بين قطبين متصارعين.
5- لم نلحظ مشاركة واحدة من قامة الاستراتيجيين الكبار في هذا المؤتمر.
6- إن عملا مثل هذا يحاول جمع المتناقضات وإذابة المتضادات من أجل التعويم والتكييف وتبديد الوحدة حول فلسطين.
7- يقوم عمل مثل هذا على محاولة القيام بدور وظيفي على طريق التطبيع المقنع والتعديلي إلى حين الوصول إلى معادلة تتيح التسوية واضاعة البوصلة بل وتخريب المصير.
8- يتلخص هذا الدور في الجناح الترويجي الناعم الذي يوحي بأن المقاطعة وعدم التطبيع هما خيار التطبيع ذاته وهو نوع من الإيحاء بإمكانية مقاطعة نظامية مدخلية لحيازة ورقة قوة يراد بها باطل.
9- إننا أمام نوع من التطبيع المراقب حينا والمحرر حينا آخر وبالتالي حيال مقاطعة محررة أحيانا مراقبة متراجعة أحيانا أخرى في ازدواجية تامة تحاكي وتماهي ما تقوم به قطر والسعودية والبحرين وتركيا… حتى آخر الصف.
10- إن من واجهته شيء وخلفه شيء آخر هو كمن يقول إن الدول المذكورة تحارب الإرهاب مثلا.
11- يبدو هذا كيانا موازيا هو في الأصل مفاوضي وتفريطي خاصة في سياق الانتفاضة وحركة الأسرى وكأن المقاطعة بديل عن المقاومة وهي ليست كذلك في هذه الحالة.
12- إن ذلك استنساخ نسبي لمن يحضر مؤتمر هرتزيليا الصهيوني من العرب والفلسطينيين ثم يعود ليروي لنا قصصا تبريرية أخرى.
13- يعبر ذلك في رأينا عن تخبط ومحاولة رتق ما تدمر بشكل موارب وكأننا في سياق ما يسمى الأزمة السورية وما يعتبرونه حربا أهلية نعرف أنها حرب إرهابية من الخارج وبمرتزقة الداخل، وأخطر ما في الأمر ان هذا العمل سيؤسس لمزيد من الصراع وتشتت ملف فلسطين بين أهلها المفترضين.
14- وفي النتيجة، هل توجد مقاطعة معتدلة وتطبيع مخفف مؤقت؟
15- أليس ذلك نوعا من الانغماسية الأكاديمية المدنية؟
16- أوليس ذلك من سلالة الذئاب الأكاديمية البيضاء أو الخلايا البيضاء والتبييضية؟
17- ألا يمكن أن يكون ذلك نوعا من تطبيع السلام بعبارة أخرى، وبلغة أخرى أليس لوبي ضغط وسلام واستسلام ومقاطعة مساندة؟
نحن نطالب أصدقاءنا القدامى ونقصد بالذات ممثل المركز في تونس، رحمة بنا وبما بيننا أن يكفوا ويفكوا الارتباط إلى الأبد مع هذه الجهات ومهما كانت التكلفة. إنكم تمزقوننا. وبعد خدعة وسلاح الطوائف، حرب الأكاديميات والنخب. انسحبوا واوصوا بشيء آخر وسنكون وراءكم. نحن نمزق قلوبنا ولا ننسحب.
صلاح الداودي – نشر في شاهد نيوز بتاريخ 05 أوت 2016