أضيف بتاريخ: 10 - 03 - 2017
أضيف بتاريخ: 10 - 03 - 2017
خاص. الباحث الإستراتيجي العميد شارل أبي نادر
تتوقف أغلب الأوساط المتابعة عند سؤال نافل بدأ يفرض نفسه مؤخرا، والذي هو: “ما مصير تنظيم داعش الإرهابي في العراق بعد تحرير مدينة الموصل منه؟ “، خاصة وأن معركة إستعادة المدينة المذكورة تلامس نهايتها في ظل تقهقر عناصر التنظيم فيها وفي محيطها بشكل واضح.
قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من إجراء عرض ملخص حول الوضع الميداني للتنظيم الإرهابي في العراق حاليا ومقارنته بما كان عليه سابقا عند بدايات تعاظم قوته وانتشاره في المحافظات والمدن العراقية، وذلك على الشكل التالي:
– خسر داعش تواجده بالكامل في المنطقة الإستراتيجية من محافظة الأنبار، اعتبارا من بغداد العاصمة وامتدادا على ضفاف الفرات غربا حتى الحدود السورية بين مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية، وخاصة في مدن الفلوجة والرمادي وهيت، باستثناء شريط ضيق مازال تحت سيطرة التنظيم يمتد بين حديثة غرب هيت حتى القائم الحدودية
– خسر أيضا داعش تواجده الإستراتيجي الآخر على نهر دجلة، انطلاقا من بغداد وامتدادا شمالا على النهر المذكور حتى الموصل، بعد أن خسر كافة المواجهات تباعا مع الجيش والوحدات الأمنية العراقية والحشد الشعبي، ومنها في مدن سامراء وتكريت وبيجي والشرقاط والقيارة وصولا مؤخرا حتى الأحياء الغربية والشرقية لمدينة الموصل حيث تدور المعارك حاليا
– خسر التنظيم كذلك أغلب نقاط انتشاره في جنوب غرب الأنبار حتى مدينة الرطبة قرب الحدود مع الأردن وسوريا، وفي شمال غرب نينوى حتى سنجار قرب الحدود مع تركيا وسوريا
استنادا لما تقدم حول خسارة داعش لأغلب مواقعه الإستراتيجية، على نهر الفرات من مداخل العاصمة حتى سوريا، وعلى نهر دجلة من العاصمة أيضا وحتى الموصل شمالا؛ وفي النقطتين الأكثر ترابطا وتأثيرا مع الدول المحيطة، شمالا مع تركيا وسوريا في سنجار وجنوبا مع الأردن وسوريا في الرطبة، يمكننا القول إن التنظيم فقد كافة نقاط الارتكاز الميدانية داخل العراق، والتي كان يعتمد عليها في التوسع والانتشار الميداني والسيطرة على الأراضي من جهة، والتي كان من جهة أخرى يطلق منها عملياته الإرهابية الواسعة باتجاه بغداد.