أضيف بتاريخ: 02 - 03 - 2017
أضيف بتاريخ: 02 - 03 - 2017
نشر موقع “ديبكا” العبري ما أسماه قائمة بالأخطار الأمنية الأربعة الحقيقية والمباشرة المنعكسة على “إسرائيل” نهاية فبراير 2017.
بحسب الموقع فإنه عدا عن تقرير مراقب الدولة يوسف شابيرا حول أنفاق حماس (الذي اتهمه “ديبكا” بتسريب التقرير على الانترنت).، يبقى هناك أربعة مخاطر رئيسية تحيط بالكيان الصهيوني.
أولا” زعم الموقع العبري أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ طهران انه في حالة الحرب أو التصادم العسكري بين إيران وحزب الله والجيش الإسرائيلي فإنه يضع الجغرافيا السورية في خدمة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من أجل إطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية، وهذا الخطر بحسب “ديبكا” يظهر أن غياب المنطق الاستراتيجي الذي يستثمره جميع القادة السياسيين والعسكريين الكبار منذ 6 سنوات في الكيان الغاصب، ومنذ بدء الحرب على سوريا في كيفية الحفاظ على ألا تكون “إسرائيل” متورطة في هذه الحرب، “ذهب هباءً”.
وتابع الموقع العبري، وبعد ان نقل حزب الله أغلب صواريخه الاستراتيجية إلى قواعد في جبال القلمون في سوريا، وبعد ان تسلح في سوريا بمنظومات قتالية هي الأحدث لدى الإيرانيين، وبعد ان تلقت قواته الحربية تدريبًا مهنيًا وخبرة ميدانية في الوقت المناسب وتعلمت العمل العسكري مع الجيوش الكبيرة الأخرى مثل الجيش الروسي؛ يشعر السيد نصر الله بأنه شخصيًا واثق بما يكفي ليهدد بالحرب على إسرائيل، وكعادته فإنه يفعل ذلك بالكثير من المهارة، حيث يلقي خطابًا يكثر فيه من التهديد.
وتساءل “ديبكا” عما يفعل الجيش الإسرائيلي والسياسيون الصهاينة ضد هذه التهديدات؟ ويجيب الموقع أنهم في الواقع لا يفعلون الكثير، لأنه أكثر من مرة ترسل بعض الطائرات الحربية لمهاجمة ترسانة هنا أو هناك أو مخزن صواريخ، كما ان هذا القصف لا يغير شيئًا في الوضع العسكري، وبالتأكيد ليس في الوضع الاستراتيجي في قطاع غزة، كذلك فهي لا تغير شيئًا في الوضع العسكري – الاستراتيجي في سوريا.
ثانيا”، يتساءل كاتب المقال كيف أو لماذا سمح الجيش الإسرائيلي لحزب الله بالوصول إلى وضع يستطيع فيه ان يطلق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية وآلاف الصواريخ في اليوم الواحد؟ لماذا سمح الجيش الإسرائيلي بتدشين ترسانات صواريخ كهذه ؟ فبزعم الكاتب أن الجيش الإسرائيلي يستطيع ان يهاجمها في سوريا، ولا يستطيع في لبنان.
ثالثا”، تطرق الموقع العبري إلى ما أسماه أنفاق حزب الله الهجومية وأنفاقه التفجيرية، فبرأيه أنه بعد سنوات من الإنكار، الجيش الإسرائيلي مستعد اليوم للاعتراف بأن هناك أنفاقًا تمتد من جنوب لبنان وصولا” لمناطق عديدة في الجليل، وبحسب الموقع فإن جزءا” من هذه الأنفاق معد للاستخدام كمعبر لقوات كوماندو حزب الله “قوة الرضوان” المكلفة باحتلال مستوطنات إسرائيلية في الجليل، بما في ذلك الجليل الغربي في منطقة نهاريا، بينما جزء آخر من الأنفاق يستخدم لنصب مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة التي تفجر باستخدام الريموت كونترول، وهنا يتساءل الكاتب أيضا” “هل يملك الجيش الإسرائيلي ردًا على مخططات حزب الله الهجومية هذه؟”.
وتابع “ديبكا” أن الرد على هذه الأسئلة قام به الجنرال يؤال ستريك، الذي يشغل منصب قائد الجبهة الداخلية، والذي سيتولى بعد اسابيع قليلة قيادة المنطقة الشمالية، فحسب قوله سيخلي الجيش الإسرائيلي مستوطنات بأكملها عند الحدود الشمالية مع لبنان، وبحسب الموقع فإن الجنرال ستريك يعرف الصدمة التي ستقع في “إسرائيل” عندما تتحطم الروح المعنوية القائلة بأننا “لا ننكسر”، ولكنه يفضل ان يهاجم الجيش الإسرائيلي المستوطنات التي سيحتلها حزب الله عندما تكون خالية من السكان المدنيين الذين سيصعبون على الجيش الإسرائيلي القيام بعمله.
أمام التهديد الرابع بحسب “ديبكا” فهو الطائرات من دون طيار، فبرأيه أنه من الواضح اليوم ان الطائرات غير المأهولة، وأكثر منها الماسحات، ستمثل التهديد الأكثر جدية في الحرب المستقبلية، وأشار أنه إذا أطلق حزب الله أو حماس في الجو عشرات الطائرات الصغيرة المحملة بالمواد المتفجرة، يجب الأخذ بالحسبان ان بعضها ستبلغ أهدافها وستنفجر دون ان تنجح طائرات سلاح الجو الإسرائيلية أو الوسائل الدفاعية في إسقاطها، لأنه بسبب صغر حجم هذه الطائرات فإن منظومات اعتراض الصواريخ المتطورة مثل القبة الحديدية و”حيتس” (السهم) غير قادرة على إصابتها؛ ذلك ان منظومات رادارها غير مبنية لاستيعاب أنظمة صغيرة إلى هذا الحد.
واعتبر الموقع العبري أن هذه المخاطر المتراكمة وغيرها لها أربعة أسباب أساسية وهي :
– بدءًا من حرب لبنان الثانية عام 2006، أو في الأحد عشر عام الأخيرة، يقف في قيادة الجيش الإسرائيلي قادة اعتمدوا لأنفسهم النظرية القائلة بأنه في الحروب العصرية لا يوجد اليوم منتصرين أو خاسرين، وهي بحسب “ديبكا” نظرية غير موجودة في الواقع، وليس بالطبع في واقع الشرق الأوسط، واعتبر أنه في الحرب السورية انتصرت جيوش روسيا وإيران وحزب الله، وبرأيه فإن هذا الانتصار قاد إلى انتصار شخصي لبشار الأسد الذي بقي في الحكم، وأشار “ديبكا” أن أسلوب قتال الروس في حلب سيدرس كثيرًا في الأكاديميات العسكرية.
أما في الحرب على اليمن، فاعتبر الموقع العبري أن الجيش السعودي ومعه جيوش دول الخليج لا ينجحون في إخضاع الحوثيين، رغم أنهم يمتلكون المنظومات الحربية الغربية الأكثر تقدمًا.
– ورأى “ديبكا” أن النتيجة الواضحة لهذه النظرية الخاسرة في “إسرائيل” والقائلة بأنه لم يعد هناك بعد منتصرين وخاسرين في الحروب، ولا يجب ان نطلب من “العدو” ان يرفع الراية البيضاء، أدت إلى ان المعركة التي فتحها الجيش الإسرائيلي في السنوات الاخيرة لا سيما عملية “الرصاص المصبوب” (ديسمبر 2008 – يناير 2009) وعملية “الجرف الصامد” (يوليو/ أغسطس 2014) توقفت في منتصف الطريق، حيث راوحت القوات مكانها بانتظار الأوامر من المستوى السياسي حول كيفية الاستمرار، ففي جميع الحالات وبحسب الموقع، كان الأمر الذي صدر هو وقف العملية والعودة إلى داخل “الحدود الإسرائيلية”، حيث كان الإنجاز الوحيد الذي تحقق هو فترة من الهدوء النسبي.
– وأشار أن مشكلة هذه النتيجة الوحيدة كانت ان هذه السياسة سمحت لحزب الله وحماس بالتسلح من جديد والاستعداد لجولة حرب قادمة، ليس فقط من دون ان يمنعه الجيش الإسرائيلي، وإنما من خلال علمه الواضح انه لا ينعكس عليه خطر وجودي لأن الجيش الإسرائيلي ليس لديه أي نية للانتصار في الجولة القادمة المستقبلية أيضًا.
– بحسب “ديبكا” هذه الحالة الواقعية جعلت حزب الله وحماس، وبطريقة فارقة، يعتمدون نظرية الجيش الإسرائيلي هذه، انه في أي مواجهة يجب ان نحدد ثمنًا أكثر ارتفاعًا للطرف الآخر؛ هكذا أوجدت سلسلة التهديدات هذه التي بدأت مع مطلع سنوات الـ 2000 بصواريخ القسام البدائية، ومن هناك انتقلت إلى صواريخ “سكود” والفتح، ومن هناك إلى الأنفاق، والآن إلى المؤشرات الأولى لبناء سلاح جو رخيص من خلال طائرات التصوير الصغيرة.
وختم موقع “ديبكا” العبري مقاله بأنه لو كان مراقب الدولة في الكيان الصهيوني يوسف شابيرا يعالج هذه الأمور؛ لكان لتقريره بشأن الأنفاق مغازٍ سياسية وأمنية، ولكن بما ان المراقب يعالج في تقريره النقاط غير المهمة مثل من قال لمن ومتى قيلت الكلمات أو لم تقل فإن التقرير حول “الجرف الصامد” تحول حتى قبل نشره إلى أداة للضرب في أيدي السياسيين، فكما العادة، في مثل هكذا وضع، الجميع يتحدثون ويحللون حروب الماضي ويهمشون حروب المستقبل.