أضيف بتاريخ: 25 - 02 - 2017
أضيف بتاريخ: 25 - 02 - 2017
حول التحوير الحكومي. تعيينات استلحاقية أكثر منها اقالات استباقية، ستليها تحويرات مؤجلة
لم يأت تعيين الغرياني مخالفا لما يسمى وثيقة قرطاج بل معززا لها استكمالا لتمثيل إتحاد الأعراف. وفي ذلك تثبيت للاصطفاف الحكومية الواحد وراء الرئيس في موازنة الحكم بين قرطاج والقصبة مرورا بابواب أحزاب الائتلاف الحاكم التي سوف تغلق قريبا إلى حين الإنتخابات القادمة في صورة عدم تدحرج الوضع العام إلى أزمة خانقة يجد فيها الرئيس ورئيس حكومته، وخاصة الرئيس، يجد فيها نفسه معزولا عن الغرفة الإقتصادية المغلقة دوليا ومحليا والتي لها كامل الصلاحيات التوجيهية الإملائية في برنامج الإستثمار والاستئثار بتوزيع الأدوار ورعاية مصالح الإستعمار، خصوصا وأنه سوف يصبح معزولا أكثر فأكثر عن حزبه وعن تحالفاته وعن الشعب وعن القصر بما أنه خال من المستقبل انتخابيا وسياسيا.
إن فرض خفض الأصوات وتثبيت الاصطفاف الصامت يفسر هذا السلوك منذ إقالة وزير الشؤون الدينية وحتى إقالة البريكي مرورا بالتضييق على الحريات التعبيرية للموظفين والحريات الصحافية. وإن أي عقبة ضاجة أمام إحكام حوكمة الرأي وحوكمة الفساد وحوكمة المطالبات والمعارضات لا بد من أن تنزاح، بمعنى إنهاء سياسة الوعود وسياسة الانفتاح على المطالب الخاصة وتعطيل سياسة الضغط في ملفات الفساد والحريات أو أي مسعى لتغيير السياسات الداخلية والخارجية.
وكل ذلك ينطبق على كل التحويرات التي أعلنت اليوم وهو تسبيت أصبح قارا في سياسة الحكومة عند الإعلام عن قرارات وكأن الغرفة المغلقة تعمل كل نهاية شهر عند نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع. بل إن المعلومات العامة عن حركة من هم وراء الستار تثبت ذلك.
إننا عندما نشير إلى أن ذلك أمر عادي جدا ولا ينطبق فقط على البريكي، لا نغفل أنه الأكثر ازعاجا للحكومة منذ تنصيبه وللمعارضة غير المرتاحة له منذ توليه، لا لشيء إلا لأنه غير منضبط كما يريد الطرف الأول وغير ثابت كما يريد الطرف الثاني.
أما فيما يتعلق بموضوع الاتحاد فلم ولن يتغير شيء في موضوع البريكي بل ستحاول الحكومة ضبط الإيقاع بين منظمة الشغيلة ومنظمة الأعراف بمحاولة احتواء منظمة الأعراف وتبريد مفاوضات القطاع الخاص من ناحية، وتأجيل النظر في ملفات القطاع العام والوظيفة العمومية وتجهيز احتياطي للتحوير على رأسه ناجي جلول واحتياطي للتنصيب قد يكون في مصلحة الاتحاد.
وهكذا يكون تقطيع الوقت هو المطلوب لا بعض الرسائل المتناقضة.
صلاح الداودي