الوسيط القطري بين حماس والكيان الإسرائيلي: علاقاتنا ممتازة مع “إسرائيل” والا العبري:

أضيف بتاريخ: 12 - 02 - 2017

افي يسسخروف

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

الخط الذي يربط بين العائلة المالكة في قطر وقطاع غزة، الذي يحتاج للأموال ولإعادة الإعمار، يترأسه المبعوث الخاص والمسؤول عن برامج إعادة الإعمار من طرف الدوحة. محمد العمادي، الذي حظي بلقب “سفير” في قطاع غزة، اضطر ضمن عمله للتعامل مع الوساطة مع إسرائيل، التي ليس لها أي علاقات دبلوماسية مع قطر.

في مقابلة خاصة لموقع “واللا” الاخباري، والأولى من نوعها لممثل قطري للإعلام الإسرائيلي، تحدث عن علاقات وثيقة و”ممتازة”، حسب قوله، مع جهات إسرائيلية. غير واضح إذا ما كانت المقابلة التي قرر العمادي إجراءها مع جهات إعلامية إسرائيلية هي تغير في خط قطر أو مبادرة محلية. الدوحة أجرت اتصالات أكثر من مرة مع مسؤولين إسرائيليين، لكن تلك الزيارات بقيت سرية ولم تنشر في الإعلام.

العمادي أوضح بالقول “أنا على تواصل مع مسؤولين وجهات إسرائيلية والعلاقات رائعة”، وأضاف “منسق الانشطة في المناطق اللواء يوآف موردخاي هو بالطبع واحد منهم، وآخرون غيره”. في إطار منصبه، نجح العمادي بحل أزمات غير بسيطة خلال فترة عمله، من بينها أزمة الكهرباء الأخيرة في غزة التي أدت لتظاهرات غاضبة ضد حماس في القطاع.

في نهاية الأسبوع، شارك العمادي في افتتاح الجزء الثاني من “مدينة حمد”، حي جديد بتمويل قطري، مخصص لعائلات فلسطينية فقدت بيوتها خلال عملية “الجرف الصامد” صيف 2014. خلال المراسم قال مسؤول حماس إسماعيل هنية أن أمير قطر، تميم، وعد بتقديم مساعدة حوالي 100 مليون دولار سنويًا لقطاع غزة.

“أولًا، عليّ أن أقول أن هذا المبلغ لم يتم تحويله بعد” قال العمادي في محادثة مع “واللا”. “مستقبلًا، سيخصص هذا المبلغ لحل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، إقامة مستشفى في رفح، إعادة إعمار الشوارع وغيرها من المشاريع المختلفة. في مدينة حمد نفسها تم الانتهاء من بناء حوالي 2,224 شقة من بين 3,200، لكن نحن توقفنا في هذه المرحلة حتى نحصل على باقي الأموال والأراضي. بالإضافة لذلك، سنُنشئ مدرسة في الحي نفسه”.

حول الأسرى: “قضية حساسة، خصوصًا مع الجانب الإسرائيلي”

العمادي يعتبر أيضًا وسيطًا بين إسرائيل وحماس في قضية الأسرى، عندما سُئل عن ذلك، فضل أن يبقي المسألة خارجًا. “أنا أفضل ألا أجيب على ذلك، أنا لا أنفي ولا أؤكد الحديث. إنها قضية حساسة جدًا، خصوصًا بالنسبة للجانب الإسرائيلي” قال.

أيضًا بخصوص التقارير حول زيارة وفد إسرائيلي رفيع المستوى للدوحة واقتراحها على حماس صفقة جديدة لإعادة جثث الجنود والإسرائيليين المفقودين، وجد صعوبة في الإجابة، مكتفيًا بالقول “هذا معقد جدًا، أنا لا أستطيع أن أرد”.

من المتوقع أن يلتقي العمادي اليوم مع رئيس الحكومة الفلسطيني رامي الحمد الله، بخصوص المخطط الذي قد يؤدي للتوصل لحل مشكلة الطاقة بغزة. حسب ما قال، إسرائيل مستعدة للمساعدة بمخطط اقترحته قطر، لكن تحديدًا السلطة الفلسطينية هي من تؤجل ذلك.

“اقترحنا تشكيل لجنة فنية، دون وجود سياسيين، تكون مسؤولة عن التعامل مع مشكلة الطاقة بغزة. اللجنة ستتشكل من متخصصين في غزة، قطر، الأمم المتحدة والأونروا، وهم سيديرون بالتأكيد شؤون الطاقة للقطاع. انه أمر خطير جدًا مفترض أن يساعد الإسرائيليين أيضًا، لأن هؤلاء جيرانكم، ليس لديهم كهرباء ولا ماء في بيوتهم. الإسرائيليون يفهمون ذلك ويقدمون يد العون، لكن هناك جهات أخرى لا تساعد في ذلك، خصوصًا السلطة الفلسطينية”.

الخطة التي يشرف عليها العمادي مكونة من ثلاثة مراحل: “الأولى فورية تختص بشكل أساسي بمشكلة دفع مستحقات الوقود (التي تصل لمحطة الطاقة بالقطاع، الضرائب تقف على رأس الخلافات بين السلطة وحماس). المرحلة الثانية في إطارها سنتحدث مع إسرائيل حول إقامة خط كهرباء 161 بين إسرائيل وغزة يساعد في تزويد الكهرباء. والمرحلة طويلة الأمد متعلقة بتزويد القطاع بالغاز بشكل يزيد من فترة عمل محطة الطاقة، وبذلك سيكون هناك كهرباء أكثر في غزة. الغاز يكلف خمس سعر الديزل الذي يشغل اليوم محطة الطاقة”.

وتحدث العمادي أيضًا أن قطر اقترحت على إسرائيل إقامة منطقة صناعية على حدود قطاع غزة، في محاولة للتعامل مع مشكلة البطالة. “كل أمر من شأنه أن يؤدي لتخفيف نسبة البطالة سيكون ممتازًا، اقترحنا أيضًا على إسرائيل إقامة ميناء بحري ومطار” أضاف.

العمادي معروف بعلاقاته الجيدة مع قيادة حماس في القطاع، الدوحة كذلك تعتبر اليوم الراعي الرسمي للتنظيم، ويقيم فيها رؤساء المكتب السياسي الحالي، من بينهم خالد مشعل، أسامة حمدان، صالح العاروري وغيرهم. قبل أسبوعين فقط عاد إسماعيل هنية من قطر، والذي يعتبر المرشح الأول لمنصب رئيس المكتب السياسي في الانتخابات التي تجريها حماس هذه الأيام. هنية تلقى – على ما يبدو – وعودًا بمبالغ مالية كبيرة من قطر.

هذا وسجلت الدوحة مؤخرًا تقاربًا كبيرًا مع السلطة الفلسطينية أيضًا، على خلفية الأزمة الحادة المتعلقة بعلاقة رام الله والقاهرة. رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن زار قطر مؤخرًا، والتقى هناك مع مشعل برعاية الأمير تميم. جبريل الرجوب كذلك، الذي يعتبر اليوم أحد شخصيات فتح المركزية، معروفٌ بأنه مقرب من الأسرة المالكة.

ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية.