سوريا: المزيد من الحلفاء والمزيد من المصالحات

أضيف بتاريخ: 24 - 11 - 2016

1- سوريا الإستراتيجية

فيما يتعلق بالمصالحات الناجحة في سوريا والمتقدمة باطراد لدحر الإرهاب ولوءد الفتنة الدموية للشحن الطائفي الخبيث الذي يعتمد عليه اعتمادا كبيرا كاستراتيجية لتغذية الإرهاب ونشره أعلن المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا في اليومين الماضيين ما يلي:

إرتفاع عدد الفصائل المسلحة، التي وقعت اتفاقات المصالحة، إلى 86. وأضاف المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية والموجود في قاعدة حميميم بريف اللاذقية في بيان أن بلدة أخرى انضمت إلى عملية المصالحة ليبلغ العدد الإجمالي للقرى والبلدات والمدن المنضمة
إلى المصالحة، 972. ورصد المركز 38 حالة قصف، قبل يومين دائما، من قبل عناصر تنظيمي “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة) و”داعش” المصنفين إرهابيين على المستوى الدولي، ومسلحي تنظيمي “جيش السوري الحر” و”جيش الإسلام” اللذين تعتبرهما الدول الغربية جزءا من المعارضة السورية “المعتدلة”، والجماعات المسلحة الأخرى، على مواقع في محافظات حلب ودمشق وحماه واللاذقية. وسجل المركز خروج قرابة 30 مدنيا ومسلحا من المناطق المحاصرة في حلب.

اما في خصوص الدعم، فمن الافت جدا التأمل في هذه المعطيات الجديدة التي نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية الروسي كاتيون وهي كما يلي:

2- مصر الاستراتيجية:

منذ الثاني عشر من هذا الشهر، تعمل في قاعدة حماه الجوية وحدةٌ مصرية تضم 18 طياراً، ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص. إن إختيار الطيارين من بين تشكيل الحوامات المصرية، يعكس قراراً مصرياً سورياً بتسريع دمج القوة المصرية، لأن الجيش المصري لا يزال يملك، برغم أمركة أسلحته الجوية الواسعة في الثمانينيات، أسرابا من 60 مروحية روسية من طراز “مي 8″، فيما لم يتبقَّ من الخمسين مروحية السورية من الطراز ذاته، بعد خمسة أعوام من القتال، إلا النصف تقريباً، وهي مروحيات تطلق صواريخ غير موجهة، ومخصصة لنقل القوات الخاصة، وقادرة على العمل بسرعة في مسارح العمليات السورية.
هذا وتَقَدَّم الوحدةَ عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات.
وقالت مصادر مطلعة إن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر. وشملت العمليات التقييمية للضباط المصريين معظم الجبهات، وكان آخرُها الجبهة الجنوبية، في القنيطرة، وخطوط فصل القوات مع الجولان المحتل ودرعا.
الى ذلك، شارك اللواءان المصريان في إجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا. وقد عقد الإجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في مدينة أزرع، بعد زيارة استطلاعية قاما بها لقاعدة الثعلة الجوية في ريف السويداء.
وأضاف أن الوحدة المصرية وصلت بعد ثلاثة أسابيع من زيارة اليوم الواحد التي قام بها إلى القاهرة في السابع عشر من أكتوبر الماضي، أعلى مسؤول أمني سوري، اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، للقاء اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري.
وتذهب التقديرات إلى توقع أن يكون الانخراط المصري أكثر من عملية رمزية، برغم معانيها السياسية والإستراتيجية التي تمسّ طبيعة الصراع الإقليمي حول سوريا، وأن تتعداها إلى إرسال قوات صاعقة مصرية للمشاركة على نطاق أوسع في دعم الجيش العربي السوري.
ثم إن مصادرة نقلت عن مسؤول أمني سوري رفيع قوله إن المصريين وعدوا الجانب السوري بإرسال قوات إلى سوريا، وإن موعد ما بعد الثالث والعشرين من يناير المقبل، سيكون ساعة الصفر التي سترتفع بعدها وتيرة الانخراط المصري العسكري في سوريا.

إن تطورا مثل هذا يعتبر في نظرنا قاطرة لفتح مجال تخطيط وتنسيق إستراتيجي جديد تكاملي وتعاوني واندماجي قد يرقى إلى ما يشبه دائرة عمليات إقليمية موسعة تكون الجزائر ومصر بوابة الربط فيها بين المغرب العربي والمشرق العربي على غرار غرفة العمليات المشتركة التي توجد في بغداد والتي يعمل فيها العراق وحزب الله اللبناني وسوريا إلى جانب روسيا والجمهورية الإسلامية الايرانية وذلك ما اتجهنا إليه وكتبنا حوله عدة ورقات ومبادرات منذ سنتين على الأقل وبشكل متواصل. ومن المؤكد أنه سيكون لذلك تأثير إيجابي كبير على الأمن الليبي الذي تعمل عليه كل من الشقيقتين مصر والجزائر بقوة وكذلك على الأمن التونسي مهما كانت مسافة السياسة التونسية الرسمية من هذا التحالف الواعد والضروري.
صلاح الداودي