كربلاء وأزمة الضمير الديني

أضيف بتاريخ: 20 - 09 - 2018

– وجدي بن مسعود-

يغلب على تعاطي البعض من الامعات والتفه مع ذكرى العاشر من محرم الكثير من سخافات القول والبلاهة والغباء المعشش في العقول وحماقات العصبية الطائفية المعجونة بالجهل والتي لا تتورع عن توزيع شبهات التشيع جزافا وكيف ما اتفق ضد اي منشور يجرئ على تناول قضية استشهاد الامام الحسين عليه السلام او تدوين تعليقات ساخرة في احسن الحالات تكشف عن فكر قطيعي مضحك حد الاسفاف …
ولو ان هؤلاء الرويبضات المتنطعين في دهماء السطحية والسذاجة كلفوا انفسهم عناء البحث التاريخي ومشقة مكافحة فقرهم المعرفي لوقفوا على جذور نكبة هذه الامة بين ثنايا الفتنة الكبرى وصولا الى موقعة كربلاء والتي مثلت ذروة الانقسام السياسي والعقائدي …
جريمة اغتيال سبط رسول الله وآل بيته بكل تفاصيلها مثلت وما تزال ازمة اخلاقية وتاريخية محرجة للضمير الاسلامي وخاصة السني منه لم تنجح في التعمية عليها روايات التاجيل الفقهي والتبريرات التي يبلغ بعضها حدا غريبا من التكلف والتزييف …
ونتيجة لهذه الازمة الاخلاقية والعلمية التي تنكأ العقل العربي والضمير الديني كان من الطبيعي ان تخلو المناهج الدراسية على سبيل المثال من اي ذكر لجرائم استباحة مدينة رسول الله لايام ثلاث وما تبعها من قتل جماعي وسبي للحرائر ومحاصرة الكعبة وقذفها بالمنجنيقات فضلا عن فضاعات الحجاج ابن يوسف بالعراق خلال الحقبة الاموية وان يقتصر التدوين والتلقين على اخبار الفتوحات …
ان هذه الامة بحاجة الى التحلي بمفاهيم الموضوعية العلمية والتجرد العاطفي في اعادة دراسة تاريخها وتراثها الفقهي والكلامي وتنقيته من الشوائب وادانة تاريخه الاسود بدل محاولة القفز عليه وتبرير صفحاته الدموية …
ان موقعة الطف سنة 61 للهجرة جريمة نظام زرع اباءه المؤسسون فيروس الصراعات الداخلية خلال معركة صفين التي جسدت انتهازية معاوية ومطامعه في السلطة تحت ستار “قميص عثمان” وعلى اشلاء 70 الفا من الصحابة والتابعين …
ان مأساة كربلاء بكل ابعادها السياسية والدينية ما تزال تبعاتها منطلقا للاقتتال والعصبيات الاثنية والطائفية التي تمزق نسيجنا الداخلي واحد الادوات التي اتقنت الدوائر الاستعمارية والغربية توظيفها لتثبيت موطئ قدم بين ضهراننا منذ حوادث جبل لبنان 1860 وحتى اليوم فهلا اعدتم قراءة التاريخ ..!!