خمسة أسباب تفسر لماذا كان تهديد نصر الله باستخدام مقاتلي العراق وايران ضد إسرائيل مقلقا

أضيف بتاريخ: 25 - 06 - 2017

جيروزاليم بوست

قد يجد صانعو السياسة والخبراء الاسرائيليون الذين يحذرون الولايات المتحدة من ايران منذ سنوات اذانا صاغية اكثر في واشنطن في اعقاب تصريحات نصر الله. قال زعيم حزب الله حسن نصر الله في اعلان مفاجئ يوم الجمعة ان الحرب القادمة مع اسرائيل يمكن ان تشهد الاف المقاتلين الشيعة الذين ينضمون الى حزب الله لمحاربة اسرائيل. وقال في خطاب بثه التلفزيون “ان هذا يمكن ان يفتح الطريق امام الالاف وحتى مئات الالاف من المقاتلين من جميع انحاء العالم العربي والاسلامي للمشاركة من العراق واليمن وايران وافغانستان وباكستان”.
ويمثل هذا التهديد تطورا كبيرا ونقطة تحول في تهديدات حزب الله ضد إسرائيل. وفيما يلي خمسة أسباب لبيان تداعيات الاعلان الاخير لحزب الله على إسرائيل والمنطقة. 1 – يؤكد التهديد ما توقعه خبراء الأمن والمعلقون في السنوات الأخيرة باتهام إيران بمحاولة إنشاء طريق إلى البحر عبر العراق وسوريا ولبنان. وهذا من شأنه أن يربط طهران بحلفائها في بغداد ودمشق وبيروت. ويشمل هؤلاء الحلفاء الميليشيات الشيعية التي تتخذ من العراق مقرا لها والتي يطلق عليها اسم “الحشد الشعبي” (التي غالبا ما تسمى وحدات الحشد الشعبي) التي أصبحت الذراع الرسمي للحكومة العراقية في عام 2016. كما أن إيران هي الداعم الرئيسي لبشار الأسد وحزب الله في لبنان . وقد نقلت الصواريخ والأسلحة الأخرى، فضلا عن التدريب والتكنولوجيا لحزب الله.
في السنوات الأخيرة مع نمو نفوذ إيران في المنطقة وتعزيز علاقاتها وقوتها في العراق وسوريا، يبدو أنها تتجه للسيطرة على رقعة من الأراضي التي من شأنها أن توفر صلة مادية عن طريق البر إلى البحر.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الخبراء الإسرائيليين والأجانب حذروا من هذا “الطريق إلى البحر”، إلا أن عددا قليلا من المسؤولين الإيرانيين أو حزب الله ناقشوه علنا. وبعد وصول جنود النظام السوري إلى الحدود العراقية بالقرب من التنف ووصلت وحدات الحشد الشعبي إلى الحدود السورية بالقرب من سنجار في وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت قدرة “الربط” المادي أقرب إلى تحقيقها.
2. إن تهديد حزب الله يبني على النموذج المستخدم في سوريا
في سوريا، اعتمد النظام الضعيف على الجنود الأجانب، وكثير منهم تجندهم قوات الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو حزب الله، لتعزيز نقص القوى العاملة في الحرب التي دامت ست سنوات لهزيمة التمرد.
ويشمل ذلك آلاف المجندين من مجتمعات الهزارا الشيعية في باكستان وأفغانستان. وعندما ذكر نصر الله على وجه التحديد أفغانستان وباكستان كان يشير إلى هؤلاء المجندين الذين ساعدوا في دعم الأسد. وقد تكبد حزب الله آلاف الضحايا في سوريا، ويعرف أنه في أي حرب مستقبلية مع إسرائيل يفتقر إلى القوى العاملة لمحاربة جيش الدفاع الإسرائيلي. وهو يعوض عن ذلك بتهديد صاروخي بحوالي 000 100 صاروخ.
ويأمل حزب الله، من خلال الجمع بين تحالف من الميليشيات الشيعية في جميع أنحاء المنطقة، في تعويض خسارته في الصراع السوري واستخدام النموذج الناجح الذي أنقذ الأسد لإنقاذ حزب الله في أي حرب مستقبلية مع إسرائيل.
3. نصرالله يريد سحب إسرائيل إلى حرب إقليمية مع دول متعددة وإثارة روسيا والولايات المتحدة
الآن نصر الله يشير إلى أن أي حرب مستقبلية مع إسرائيل ستشمل خطوطا أمامية في سوريا ولبنان، ولها عمق استراتيجي لم تحظ به في لبنان، وهو بلد صغير، من خلال الاعتماد على الحلفاء من الميليشيات الشيعية من سوريا والعراق البعيدة والواسعة.
ويريد حزب الله سحب اسرائيل الى صراع كبير يمد الهلال من بيروت الى طهران حيث ستكون مزايا اسرائيل مثل سلاحها وتكنولوجياها اقل فائدة. ستضطر إسرائيل إلى التعامل مع حلفاء حزب الله البارزين في سوريا والعراق واحتمال إيران واليمن، مما يؤدي إلى نزاع إقليمي.
ويأمل حزب الله أن تنجر إسرائيل لمهاجمة النظام السوري وهذا من شأنه أن يثير روسيا. وقد هاجمت الدفاعات الجوية السورية غارة إسرائيلية معترف بها بالقرب من تدمر. “منطقة نزع السلاح” بين روسيا إسرائيل، التي عملت بشكل جيد بالقرب من الجولان، لن تكون بالضرورة موجودة بالنسبة لإسرائيل إذا كان عليها التعامل مع أعداء أعمق في سوريا.
كما ستعارض الولايات المتحدة أي نشاط عسكري إسرائيلي يواجه الميليشيات الشيعية في العراق، التي تشكل جزء من الحكومة العراقية المتحالفة مع الولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة قد استثمرت بكثافة في الحكومة المركزية في بغداد ورئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث ان تورط الميليشيات الشيعية العراقية في نزاع مع اسرائيل من شأنه ان يثقل العلاقات مع واشنطن.
4. نصرالله متورط في حرب كلامية مع إسرائيل
يذكر ان السياسيين والجنرالات الاسرائيليين كانوا في حرب كلامية مع حزب الله في الشهور الاخيرة في محاولة لتجنب الصراع الذي يهدد بالانفجار. في مؤتمر هزليا في المركز متعدد التخصصات يوم الأربعاء قال قائد القوات الجوية اللواء امير اشيل ان القوات الجوية الاسرائيلية قد تسحق حزب الله خلال 48 ساعة. وادعى أن إسرائيل سوف تفعل المزيد من الضرر في 48 ساعة مما كان عليه في 34 يوما في حرب لبنان عام 2006. وكان وزير التربية نفتالي بينيت اعلن في آذار / مارس ان حربا مع حزب الله ستشمل لبنان كله لان حزب الله متشابك جدا مع الدولة اللبنانية.
وقد رد حزب الله على هذه التهديدات بتهديدات بدوره. ولأن إسرائيل تدعي أنها يمكنها أن تدمر البنية التحتية لحزب الله في لبنان، فإن نصر الله يشير إلى أن مثل هذه الحرب لن تكون سهلة أو وفقا لخطط إسرائيل.
وقال نصر الله ان “المفاجأة” المدخرة لاسرائيل هي ان ما يصل الى 100 الف مقاتل او اكثر سيأتون من بعيد لمساعدة حزب الله. ومن المرجح أن تكون هذه الأرقام مبالغ فيها حيث أن الحرس الثوري الإيراني لم يتمكن إلا من تجنيد 30،000 مقاتل من أفغانستان وباكستان للقتال في سوريا، ولا يوجد سوى 100 ألف عضو في وحدات الحشد الشعبي في العراق، ولا يمكن جلبهم جميعا إلى الجولان لمساعدة حزب الله . ولكن حتى مجموعة صغيرة من المقاتلين القادمين من العراق وإيران تعقد الحرب مع حزب الله.
5. مواساة؟
هل ستستيقظ الولايات المتحدة على تهديد الميليشيات الشيعية في العراق، وهل ستجلب تعليقات نصر الله اسرائيل أقرب إلى السعودية؟ إن التهديدات المتفجرة من بيروت تعني أن المصالح الإسرائيلية المشتركة مع القوى العربية السنية، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تتعزز مرة أخرى.
إن ذكر نصر الله لليمن يضع إسرائيل على نفس الجانب مع هذه الحكومات التي تقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران وحزب الله.
وتؤيد الولايات المتحدة الحكومة العراقية التي تضم ميليشيات شيعية والتي هي قريبة من طهران. وتكشف تصريحات نصر الله واقع التهديد الإيراني ب “الطريق إلى البحر”، وينبغي أن تشجع صناع السياسة الأمريكية على رؤية آثار وحدات الحشد الشعبي القوية في العراق. وهذا يعني أن الولايات المتحدة قد تستيقظ أخيرا من الخطر الذي يشكله التأثير الإيراني في العراق وما وراءه في حقبة ما بعد داعش. وقد يجد صانعو السياسة والخبراء الاسرائيليون الذين يحذرون الولايات المتحدة من ايران منذ سنوات اذانا اكثر انفتاحا في واشنطن في اعقاب تصريحات نصر الله.