قد يفتك كيان الاحتلال سلاح المقاطعة!

أضيف بتاريخ: 12 - 06 - 2017

هاأرتس/ דעות
جدعون ليفي

لا لليكود ولا للاحتلال. في هه الحالة لا مناص من تأييد الـ بي.دي.اس.

من يتردد اذا كانت المقاطعة هي أداة عادلة وناجعة في الحرب ضد الاحتلال الاسرائيلي، يجب عليه الاستماع الى المبررات النقيضة لتوم يورك ويئير لبيد. عازف فرقة “راديو هاد” وعازف حزب يوجد مستقبل يعرضان دعاية رخيصة. الادعاءات النقيضة لهما يمكنها أن تقنع كل صاحب ضمير في العالم – من اجل تأييد المقاطعة. يورك الذي يتجاهل المقاطعة ولبيد الذي يحاربها، تجندا ضد الـ بي.دي.اس. ومبرراتهما تشير اليهما أكثر من حركة المقاطعة والعقوبات.
المقاطعة هي وسيلة شرعية. اسرائيل كدولة تستخدمها وتنصح الآخرين باستخدامها. وكذلك بعض مواطنيها. مقاطعة حماس، عقوبات على ايران، مقاطعة المحلات غير الصالحة، مقاطعة على أكل اللحوم وشواطيء تركيا. العالم ايضا يستخدمها: عقوبات على روسيا بعد احتلال القرم. والسؤال الوحيد هو هل اسرائيل تستحق هذا العقاب مثل جنوب افريقيا في حينه، وهل هذا العقاب ناجع. سؤال آخر: ما هي الوسيلة الاخرى التي لم تُجرب بعد في الصراع ضد الاحتلال ولم تفشل.
يقوم يورك بصب النار على روجر ووترز، الذي قد يكون الأسمى من بين محتجي الضمير الآن، والذي طالبه باعادة النظر بعروضه في اسرائيل في الشهر القادم. في مقابلة مع “رولينغ ستون” فصل يورك اعتباراته: لم يكن يحلم بأن يقول لأحد أين يعمل. هل المحاضرات أو بيع مجوهرات الدم هي اماكن عمل شرعية حسب رأيه؟ هل مسموح المطالبة بعدم الاتجار معهم؟ هل منتوجات الاحتلال أكثر اخلاقية؟ “الحوار الذي يطلبون تقدمه هو كذلك الذي يجب أن يختار فيه بين أبيض وأسود. لدي مشكلة مع هذا”، كما يقول يورك. ما هي المشكلة؟ ليس أسود وأبيض؟ ليس محتل وواقع تحت الاحتلال؟ ليس من يقمع ومن يتعرض للقمع؟.
أنا لا أنجح في فهم كيف أن استعراض الروك تحول الى أمر فيه مشكلة بالنسبة لهم؟ هالو، هذا راديو هاد؟ بالطبع بالطبع. ليست لي مشكلة مع العروض، مشكلتي مع الجمهور، ألم يحن الوقت لتمزيق الفصل الاصطناعي هذا بين الاسرائيليين المتحضرين الذين هم على حق في نظر أنفسهم وبين الاحتلال الفظ الذي هم مسؤولين عنه؟ ألم يحن الوقت لعقابهم بالطريقة غير العنيفة على الجرائم التي كل واحد منهم شريك فيها؟ كيف يمكن معاقبة شعب؟ الطريقة غير العنيفة الوحيدة هي مقاطعتهم. قد تدفعه هذه الى الاستيقاظ من العمى. ووترز يطلب من يورك عدم تسلية الاسرائيليين لأنهم لا يستحقون ذلك طالما استمر الاحتلال على بعد نصف ساعة سفر من بارك هيركون. لا يوجد طلب أكثر عدالة من هذا.
ويئير لبيد، مثل يئير لبيد، ديماغوجي وشعبوي أكثر. مع علم اسرائيل في الخلفية وعلم اسرائيل على البدلة – واحد لا يكفي – أجرى مقابلة في الاسبوع الماضي مع أحد الصحافيين الأكثر إبهارا في العالم، تيم سباستيان. لبيد أعطاه علامات (“هو يعتقد أن دوره تمثيل الفلسطينيين بدل تمثيل الحقيقة”)، وأثبت أنه في الصحافة ايضا لا يفهم أي شيء، لكن مبرراته ضد المقاطعة كانت أكثر دونية.
تفاخر لبيد بأنه كان أحد أول من خرج الى الحرب ضد المقاطعة وكأن الحديث يدور عن إنزال اسطوري وراء خطوط العدو. وهو يعرف أن الـ بي.دي.اس تمولها حماس، هذا كان مكتوب في “وول ستريت جورنال”، وأن الحركة هي ايضا لاسامية ومرتبطة بالمفتي الذي تعاون مع النازيين. ومن لم يقتنع بعد: الـ بي.دي.اس تطلب اطلاق سراح من قاموا بشنق المثليين على أعمدة الهواتف، ومن يعتقدون أنه مسموح ضرب النساء وقتل اليهود والمسيحيين. هذه هي الـ بي.دي.اس. الاحتلال لا بأس به.
اذا كانت الـ بي.دي.اس هكذا، والاحتلال هكذا في نظر المرشح لرئاسة الحكومة، فمن الافضل البقاء مع بنيامين نتنياهو. واذا كان هذا مستوى ادعاءاته ومستوى معرفته فمن الواضح أنه لا توجد معارضة في اسرائيل، لا لليكود ولا للاحتلال. واذا كانت هذه الحال فلا مناص من تأييد الـ بي.دي.اس.

الالفاظ والاراء لا تعبر عن الشبكة